دار بيني وبين زميل صحفي باكستاني حوارا شائقا كنا نتحدث فيه عن بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر 73 وكيف حطمنا غرور العدو وأسطورته الكاذبة بأنه الجيش الذي لا يقهر. وفاجأني بقصص بطولية لم أكن أعرف كثيرا منها للأسف عن بطولات الجيش الباكستاني ومقاتليه الذين تخشاهم إسرائيل. وقد وجدت أنه من الضروري وقبل أن يرحل عنا شهر أكتوبر شهر الانتصارات أن نتذكر بعضا من بطولات أبطال الجيش الباكستاني ونشكرهم لأنهم أرقوا مضاجع الإسرائيليين وأسقطوا طائراتهم كالذباب في حربي 67 و73. وشاركونا في صناعة النصر والفخر بقتالهم علي الجبهات العربية في الأردن والعراق وسوريا. فخلال حرب الأيام الستة انضم الطيار الباكستاني سيف عزام إلي سلاح الجو الأردني. واشتبك مع الطائرات الإسرائيلية فوق قاعدة الأردن الجوية في المفرق. وأسقط وحده 4 طائرات إسرائيلية قبل ان ينتقل للقتال علي الجبهة العراقية.وأسقط الطيارون الباكستانيون خلال حرب 67 ما مجموعه عشر طائرات إسرائيلية دون أن يفقدوا طيارا أو طائرة واحدة. وخلال حرب أكتوبر عام 1973، وصل سرب من سلاح الجو الباكستاني إلي سوريا للقتال إلي جانب القوات المسلحة ونجحوا في وقف التقدم الإسرائيلي فوق هضبة الجولان. وانتهت معارك أخري بين القوات الجوية الباكستانية وإسرائيل إلي نهاية لا تنسي بعد إسقاط طائرة من طراز ميراج وكان هذا كافياً لإقناع الطائرات الإسرائيلية بوقف أي عمليات توغل أخري في سوريا. ومن الطيارين الباكستانيين الآخرين الذين انضموا إلي القوات السورية كمتطوعين والذين كان عددهم نحو 12 طيارا نور خان وسالم ميتلا وشاهباز خان وويزام فارس وويزام شجاع. والذين سددوا ضربات مباشرة وموجعة للقوات الإسرائيلية ولم يتعرضوا لأية خسائر وقد كرم بعضا منهم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تقديرا لهم ولما قدموه من شجاعة أثناء القتال. وهناك حادثة أخري وقعت أثناء الحرب كان بطلها كل من الطيارين ستار ألفي وعارف منصور من القوات الجوية الباكستانية واللذين قاما بإسقاط طائرة فانتوم إسرائيلية من طراز F-4 فوق المجال الجوي المصري. وأصبحت سمعة الطيارين الإسرائيليين في الوحل ولم تنفعهم الطائرات الأمريكية والدعم الأمريكي لكسب الحرب. وإيمانا بأننا مازالنا نجهل الكثير والكثير من بطولات الحربين بالإضافة لبطولات حرب الاستنزاف التي ستظل تدرس لأجيال قادمة أتمني أن تتبني القوات المسلحة المصرية فكرة جمع كل شهادات الأبطال سواء من المصريين أو العرب وكل من شاركوا من جنسيات أخري دعما للقضية العربية والمصرية العادلة تكريما لهم ولمن بقي منهم علي قيد الحياة وتأريخا لجزء هام من التاريخ المصري والعربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي علي أراضينا العربية. ولا أعني هنا حرب 67 و73 وحرب الاستنزاف فقط بل أعني أيضا حرب فلسطين التي وقعت عام 1948 والتي استشهد فيها أبطال مصريون وعرب مازالت دماؤهم الزكية موجودة علي أسوار مدينة القدس.