كثيرون لن يصدقوا أن الزعيم المناضل الوطني مصطفي كامل كان له موقف متشدد جدا من قضية حرية المرأة و"السفور" التي دعا اليها قاسم أمين بك وناصره فيها عدد كبير من كبار المفكرين والمثقفين ومناضلات العمل النسائي، لكن الزعيم مصطفي كامل كتب في جريدة "اللواء" بتاريخ 31 يناير سنة 1901 يعارض قاسم امين بك في دعوته فقال: - " أقول بكل صراحة غير خائف في الحق لومة لائم.. اني زرت اوربا المرات العديدة ودرست احوال المرأة الغربية في كل طبقات الهيئة الاجتماعية دراسة دقيقة خالية من الغرض والاهواء فرأيت ان الحرية المطلقة افسدت علي المرأة علومها وآدابها ومحت كثيراً من الاخلاق الفاضلة" !! وأضاف الزعيم مصطفي كامل قائلا: - " إن بلاد امريكا التي اخذها قاسم بك امين قاعدة لحكمه وقياسه تخالف بلادنا مخالفة تامة في الاخلاق والعوائد.. ذلك فضلا عن ان بعض انصار رفع الحجاب يقولون ان حرية النساء بما فيها من المضار - حتي الزنا- خير من الحجاب المصحوب بالفضيلة القهرية.. وهو ما لا أراه أبداً.. فإنه خير لرجل يشعر ان يموت ويدفن من ان يري من اهله او من بيته امرأة تزني ولو كانت بهجة العلم وحليته.. وعندي ان حرية المرأة لا تكون في مأمن من كل خطر وضرر الا اذا اجتمعت شروط ثلاثة : كمال وأدب عند النساء.. وتعليم وتهذيب عند الرجال.. وحكومة شديدة الشكيمة في المحافظة علي الآداب العامة. وختم الزعيم قائلا: - " محال ان تجتمع هذه الشروط الآن في بلد كمصر" !!. آخر ساعة - يونيو 1948