أطلعني اللواء حسني مكي مدير مكتب الفريق عبدالمنعم رياض، قائد الجبهة الشرقية عام سبعة وستين وتضم الأردن وسوريا والقوات الفلسطينية ولبنان علي وثيقة بخطه مرفوعة إلي الرئيس جمال عبدالناصر يذكر فيها ما جري صباح الخامس من يونيو، كان الفريق عبدالمنعم رياض في الأردن يمارس مهامه كقائد للجبهة الشرقية عندما جاءته معلومات من القيادة الأردنية ان أجهزة رادار متقدمة في منطقة عجلون رصدت نشاطا كثيفا للقوات الجوية الإسرائيلية في اتجاه مصر، وأن المعلومات الملتقطة تؤكد خروج معظم سلاح الجو باتجاه مصر، وأن المطارات الإسرائيلية مكشوفة، كان الفريق رياض يتمتع بسمعة طيبة وهيبة، وتربطه علاقة قوية بالملك حسين، إلا انه بادر علي الفور بالاتصال بوزير الدفاع السوري حافظ الأسد وطلب منه الهجوم علي الطائرات الإسرائيلية بقوة سرب واحد من الميج واسقاط قنابل علي الممرات بحيث يستحيل علي الطائرات العائدة من الهجوم الهبوط، كانت سماء إسرائيل مفتوحة والمطارات متاحة، غير ان اللواء طيار حافظ الأسد رفض بشكل قاطع، هذه واقعة مسجلة وقد اطلعني علي تفاصيلها اللواء حسني مكي مدير مكتب الفريق عبدالمنعم رياض »رحمهما الله«. في حرب أكتوبر حارب الجيش السوري ببسالة، وقامت إسرائيل بتركيز الهجوم علي الجبهة السورية مما أدي إلي ثغرة واسعة أصبحت دمشق خلالها في مرمي المدفعية الخفيفة. مارست القيادة السورية ضغطا علي القيادة المصرية اضطر بعده الرئيس السادات إلي اتخاذ قرار تطوير الهجوم في غير موعده مما أدي إلي خسارة مصر لمعظم دبابات إحدي أقوي فرقها الضاربة، منذ إحكام حافظ الأسد قبضته علي الحكم علي اثر قيامه بانقلابه استقرت له الأمور وللأقلية التي جاء منها والتي هيمنت علي الجيش. وعبر أربعين سنة لم نسمع طلقة مقاومة واحدة في اتجاه الجولان المحتل، ولم يخرج سلاح الطيران السوري في اتجاه إسرائيل، ليرد علي تدمير منشآت نووية، أو علي تدمير الرادارات السورية في البقاع، أخيرا قرأنا عن استخدام الطائرات في قتل المواطنين العزل، انها النتيجة الطبيعية لحكم الأقليات وللقهر الذي يمكن أن يصل إلي آخر مدي.