من قريته نجير مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية انطلق إلي أرض سيناء الحبيبة لينضم مع زملائه من أبطال الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب الأسود .. لم يهب الموقف أويخشه فقد كان رجلا منذ صغره وتعلم في أسرته الأصيلة المكافحة معني البطولة والدفاع عن تراب الوطن. في سيناء شكل مع زملائه سيمفونية في حب الوطن وواجه طيور الظلام لتختلط دماؤه مع دماء زملائه الشهداء من المسلمين لتكون عنوانا لوحدة أبناء مصر ولحمتهم حتي في الشهادة. إنه البطل الشهيد المجند أبانوب رضا غالب 20 سنة وهو الابن الأكبر لوالده النحال البسيط وأمه ربة المنزل وهما نموذجان مشرفان للأسرة المصرية المكافحة وشقيقته الأصغر منه مادونا 19 سنة وهي طالبة بجامعة المنصورة ومني 16 سنة طالبة بالثانوية العامة وشقيقه الأصغر مينا بالشهادة الإعدادية. الأب رغم صدمته الشديدة وقف صامدا ليستقبل جثمان إابنه يحوطه الآلاف من أبناء قريته مسلمين ومسيحيين فهو وأسرته محبوبون من الجميع والمصاب مصابهم جميعا. المحافظ الدكتور مهندس كمال شاروبيم والدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي الأسبق وابن القرية ونيافة الأنبا داوود مطران الدقهلية وقيادات الأوقاف بمركز دكرنس وعدد كبير من رجال القوات المسلحة والشرطة أحاطوا بالأب والأسرة لحظة وصول الجثمان وتوجه الجثمان لمنزل الأسرة تنفيذا لرغبة الأم المكلومة علي ابنها وفلذة كبدها الأكبر . المسلمون يرددون هتافات في استقبال جثمان الشهيد منها " لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهابي عدو الله " والأقباط يرددون بهتافات " أهو أهو البطل أبانوب أهو" " أبانوب يا شهيد في السما مع القديسين " وتلاحمت هتافات المسلمين مع الأقباط طوال توصيل الجثمان من مدخل القرية وحتي كنيسة القديس أبانوب لأداء صلوات الجنازة عليه . نساء القرية يطلقن الزغاريد رغم الحزن ومرارة فراق الشهيد لإدراكهن بأنه في مكان أفضل.وداخل الكنيسة وأثناء القداس يؤكد نيافة الأنبا داوود علي أن الشهيد في مكان أفضل كثيرا وأنه كان نموذجا للبطل الذي لم يتوان في الدفاع عن وطنه وأنه خلد اسمه في سجل البطولات مع الشهداء من أبناء الوطن ..الجنازة تحولت إلي مظاهرة ضد الإهاب وتسابق الشباب القبطي والمسلم في حمل الجثمان إلي داخل المقابر والزهور تتناثر علي جثمانه .. والد الشهيد يتماسك وقبل أن يطلب تخليد اسمه البطل يقرر المحافظ إطلاق اسمه علي إحدي مدارس القرية تخليدا لذكراه وذلك استجابة لرغبة جموع الأهالي . والد الشهيد يؤكد أن استشهاد ابنه لن يثنيه عن غرس حب جيش بلده في نفس ابنه الأصغر مينا ليلتحق به عندما يكبر ويستكمل رسالة أخيه الشهيد أبانوب في الدفاع عن وطنه .. مشيرا إلي أن ابنه الشهيد كان سنده الكبير في الحياة ولم يتخلف يوما عن مساعدته حتي وقت إجازته وراحته . أما أمه المكلومة فلم تستطع الحديث ولا النطق إلا بكلمات معدودة ومتقطعة تسترجع خلالها إسم ابنها البطل الشهيد . أصدقاء الشهيد من أبناء القرية أجمعوا علي أن البطل أبانوب كان نموذجا في الشهامة والرجولة وأنه لم يتأخر يوما في مساعدة أي منهم وأكدوا أن أسرته من أحب الأسر لقلوبهم وأنهم جميعا سيكونون بمثابة الأبناء الأوفياء لتلك الأسرة الكريمة. ويقول المحافظ: مصر غالية وان رمالها رويت بدماء الشهداء مسلمين ومسيحيين »نسيج الوطن المصري» ونوجه رسالة للعالم اليوم نحن جسد واحد نتألم معا ونفرح معا.