بالنيابة عن صرح الأخلاق التي تربينا عليها، وصرح الوفاء الذي نتمناه كمنهج حياة حتي ولو كنا علي خلاف أو اختلاف، أتقدم بالاعتذار للصديق العزيز الفنان القدير المحترم فاروق حسني، صاحب فكرة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي تبناه وسانده ودعمه بكل ما يملك من رؤي وإمكانات وفرها له كوزير ومبدع مؤمن به، أعتذر له للمرة الثانية بعد أن تم تجاهله وعدم الإشارة إليه أو ذكر اسمه علي لسان رئيس المهرجان الحالي في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة السابقة والدورة الحالية، واكتفي بتوجيه التحية لمن أسس وأدار المهرجان من قبل، وكأن من أسس وأدار المهرجان من قبل سيادته مجرد نكرات بلا أسماء، وهم ليسوا كذلك لأنهم كبار في القيمة والمقام، ومن يتجاهلهم عن عمد لن يصل مهما فعل لربع قامتهم ! ومع أني كنت من أول الذين هاجموا المهرجان وأطلقت عليه »التخريبي»، إلا أن صرح الأخلاق والوفاء، وإسناد الحق لأصحاب الفضل، أجدني مدفوعا بتقديم الاعتذار أيضا للصديق العزيز، وكل الهيئة الموقرة التي ساهمت في التأسيس، واللجنة العليا للمهرجان التي واصلت عملها قبل أن يتوقف لمدة ست سنوات، ليعود علي يد إدارة أخري مبتدعة للافتكاسات الغريبة التي فرغت المهرجان من كل ما كان يتميز به وجعلته يفني من داخله وينصرف عنه حتي أهل المسرح انفسهم في يوبيله الفضي ! اعتذر لفاروق حسني علي الرغم من أنه هو من أتي بمن تجاهله، وهو من صنعه عندما أسند إليه أكثر من منصب في أكثر من موقع بالوزارة، وها هو يحصد رد الجميل. أعتذر له وأنا علي علم من حوار هاتفي سابق معه أنه لو كان تلقي دعوة لحضور اليوبيل الفضي للمهرجان الذي اسسه ورعاه ما كان سيحضر وكان سيعتذر، وقد قالها لي من قبل بأنه لا يريد أن يتسبب في أي حرج لأي وزير ثقافة أتي من بعده، وأنه مترفع عن مثل هذه الأمور، وإن كان بعضها يشكل غصة لأي أحد ! عزيزي الفنان فاروق حسني، عزيزي د. فوزي فهمي، ومعكما الآخرون من مؤسسي المهرجان أعتذر لكم باسم كل صروح الأخلاق والوفاء.