كشفت إدارة الرئيس ترامب الأمريكية عن وجهها القبيح تجاه القضية الفلسطينية التي أصبحت وبلا منازع من أسوأ سوءات جرائم هذا العصر. تمثل هذا الموقف الشائن من جانب دولة القطب الواحد التي انحازت للعدوانية الصهيونية.. في الضرب بعرض الحائط بالمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية. أقدمت هذه الإدارة علي كل ما تجنبته الإدارات الأمريكية السابقة والتي انحصرت في جريمة تأسيس إسرائيل علي حساب الاستيلاء علي الوطن الفلسطيني وتشريد شعبه. هذه الجريمة الشنعاء التي استهدفت عدم احترام حقوق ومشاعر ما يزيد علي مليار مسلم وعربي جسدتها الادارة الحالية في اتخاذ العديد من القرارات الهوجاء التي ليس لها هدف سوي الإعلان والاستسلام للنزعة العدوانية الإسرائيلية. هذه الإدارة التي استحوذت علي غضب الامريكيين وكل دول العالم.. لجأت إلي تبني كل المحظورات المتعلقة بتعظيم الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني. هذا السلوك الذي فاق كل ما سبق تجسد في مجموعة من القرارات والإجراءات التي لم تكن تخطر علي بال إسرائيل صاحبة المصلحة الأولي فيما أصاب الشعب الفلسطيني.جاء هذا التحرك بداية بقرار أحادي رفضته كل دول العالم بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها. أرادت بذلك أن تضع مسمارا في نعش مشروع الحل السلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي المتواصل منذ 70 عاما والقائم علي حل الدولتين الذي كان وراءه الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن. ليس هذا فحسب كانت خطيئة إدارة ترامب وإنما شملت أيضا وسعياً إلي تصفية القضية الفلسطينية.. إلي تقليص المساعدات التي كانت تقدمها تكفيراً عن جريمة اغتيال فلسطين وتشريد شعبها بهدف التجويع والقضاء عليه. قررت أيضا وفي هذا الإطار حرمان أربعة ملايين لاجئ فلسطيني من حقوق الرعاية التي تقوم بها الوكالة التابعة للأمم المتحدة »الأونروا» بوقف مساهمتها المالية كلية. إضافة إلي كل هذا جاء قرارها الأخير بإغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والذي كان محصلة لاتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي كأساس لحل سلمي للقضية الفلسطينية. كل هذه الجرائم التي ارتكبتها إدارة ترامب تشير إلي أنها أعلنت الحرب غير المتكافئة علي حقوق فلسطين وشعبها لصالح الصهيونية العالمية وإسرائيل. ليس من تفسير لكل هذا الذي جري ويجري سوي أن ترامب يسعي إلي كسب رضاء الصهيونية العالمية أملا في وقوفها إلي جانبه في مواجهة سقطاته وأخطائه داخلياً وخارجياً والتي تهدده بالعزل. إنه ينسي ويتجاهل وهو في خضم هذا المأزق السياسي السلوك الأخلاقي.. مآخذه العديدة والتي أدت إلي اثاره العداء من جانب كل أركان المجتمع الأمريكي من صحافة وقضاء ورأي عام بالإضافة إلي كل دول العالم. وهكذا بالنسبة للقضية الفلسطينية انكشف وانفضح كل شيء وظهرت حقيقة ما أعده ترامب متمثلا بما يسمي بصفقة القرن. أصبح مؤكدا واضحاً وجليا أن جوهر هذه الصفقة ليس ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنما العمل علي تصفيتها. إنه يستعد لتنفيذ هذه المؤامرة مستندا إلي حالة الموات الفلسطيني والعربي، نحو مزيد إجلاء مخطط ترامب جاء تهديد جون مولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي لقضاة المحكمة الجنائية الدولية. جري ذلك علي خلفية تقدم السلطة الفلسطينية للمحكمة بقائمة اتهامات ضد زعامات وقيادات إسرائيلية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.