أكثر من رسالة علي بريدي الالكتروني تسألني: من هو (فيكتور جارا) الذي آشرت اليه في مقال أمس، في كلامك عن المغني السوري (ابراهيم قاشوش) الذي ذبح واستئصلت حنجرته في مظاهرات حماه الاخيرة..! والحقيقة أن حكاية جارا تستحق أن تروي، خاصه وأن المحكمة التشيلية، بعد أكثر من 30 عاما علي القضية، إعادت فتح ملف التحقيقات في اغتيال جارا من جديد، في محاولة لرد الاعتبار لمغني الثورة التشيلية الخالد.. وجارا كان مغني وعازف موسيقي، من أنصار الزعيم التشيلي سلفادور الليندي،غني معه أغنيه أنتصار الثورة عام1973 غني للفقراء والبسطاء ولاحلام الشعب التشيلي، ولكن بعد 3 سنوات من حكم الليندي، حين أنقض الجنرال بيونشيه (بمساعدة الامريكان) علي الحكم، وحاصروا القصر الجمهوري بالدبابات، فضل الليندي الانتحار بدلا من تسليم نفسه.. مناصرو الليندي فور علمهم باغتياله، نظموا مهرجانا ثوريا في ساحة الملعب في سنتياجوا، كان فيكتور جارا يغني وسط الاف من الجماهير أغاني الثورة، لكن عساكر بيونشيه امروه ساخرين، بأن يغني أغنيه النصر التي غناها من قبل لليندي، فغني بينما المسدسات والبنادق مصوبة الي رأسه، ثم قطعوا أصابعه وطالبوه بالعزف والغناء، كانت يديه تنزف وهو يعزف علي الجيتار، ظل ينزف ويغني الي أن قتلوه أمام الاف في الملعب، والقوا بجثته في الطريق بعد أن أطلقوا عليه 34 رصاصة خرقت جسده، لكن ظلت الجماهير تردد أغنيته واطلق علي الملعب البلدي في تشيلي اسم (آستاد فيكتور جارا). اليوم وبعد أكثر من 30 عاما علي قتله، تفتح المحكمة في تشيلي ملف القضية، (ويموت المغني،وغنوته ما تمتش).