شهد مسرح السلام بشارع القصر العيني مساء الجمعة الماضي واقعة ليس لها سابقة في تاريخ المسرح المصري، وجهات التحقيق هي صاحبة الاختصاص في توصيف هذه الواقعة الغريبة المريبة الفوضوية التي لم يرتكبها من قبل أي مخرج من المخرجين الكبار، أو حتي مخرج من المخرجين الشباب، لكن المخرج المدلل مازن الغرباوي فعلها، تجرأ وفعلها بقلب جامد، ظنا منه أنه فوق اللوائح والقوانين، وفرقة المسرح الحديث عزبة يتصرف فيها كيفما شاء مادام أخرج لها مسرحية » حدث في بلاد السعادة »، بالتالي فهو لم يضع أي اعتبار لمنتج المسرحية مدير عام الفرقة الفنان أشرف طلبة، أو المخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح التابع له الفرقة، أو جهة الاختصاص الأعلي الممثلة في المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي التابع له البيت الفني للمسرح، كل هؤلاء ضرب بهم هذا المخرج عرض الحائط، واعتبرهم لا وجود لهم، فتعاقد من جيبه مع وحدة تصوير ومونتاج لتصوير المسرحية المعروضة علي مسرح السلام، وجاءت الوحدة بثلاث كاميرات ووحدة صوت إلي المسرح، وجري السيناريو التالي بين وحدة التصوير ومسئول أمن المسرح الأمين ( عيد عباس ) بسؤاله لهم : مين حضراتكم.. من أي قناة ؟ ! أجابوا بأنهم لا يتبعون أي قناة فضائية، وأنهم وحدة تصوير خاصة مستأجرة من مخرج المسرحية وأنهم جاءوا بمعداتهم لتصويرها، وهنا أعاد عليهم مسئول الأمن » هل لديكم تصريح بالتصوير لأني لم يخبرني أحد بالسماح لكم لكي تصوروا العرض، وهذا ممنوع، المسموح له فقط بتصوير العرض كاملا هو المركز القومي للمسرح، وأنتم لستم من المركز»، قالوا له »اطلب مخرج العرض وتكلم معه ربما يكون التصريح معه»، وانتظر مسئول الأمن حضور المخرج بعد أن هاتفه تليفونيا وعلم منه أنه سيحضر !.. دخلت الكاميرات الثلاث لصالة المسرح وتم نصبها وتوصيل أسلاكها، لكن المسئول عن الأمن طلب من مهندس الصوت بالمسرح ألا يعطيهم وصلة لتسجيل الصوت قبل أن تتضح الرؤية، وسارع بالاتصال برئيسه أسامة حسن وأبلغه بالموقف مؤكدا له أن دخول 3 كاميرات معناه تصوير العرض بالكامل وهذا مخالف ما لم يكن هناك تصريح بذلك من السلطة المختصة، ونقل رئيس أمن البيت الفني للمسرح الموقف كاملا لرئيسه إسماعيل مختار الذي كان وقتها مع وزيرة الثقافة في افتتاح مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية، فجن جنون رئيس البيت واتصل بمخرج العرض يستفسر منه فأكد له صحة الواقعة وبرر تصرفه بأنه يريد تصوير المسرحية لطباعتها علي سيديهات يوزعها علي رؤساء المهرجانات العربية، فقال له رئيس البيت إن ما فعله خطأ جسيم لأن المسرحية لا يملك تصويرها إلا الجهة المنتجة لها بعد موافقة السلطة المختصة وبناء علي عقود واتفاقات مالية وإجراءات قانونية، فكيف تتصرف هكذا بدون علم احد، فقال له إنه حصل علي موافقة مدير الفرقة أشرف طلبة، وباتصال رئيس البيت بطلبة علم منه أنه لم يصرح بتصوير المسرحية لا كتابة ولا شفهيا ولم يتفق مع المخرج علي شيئ ! رئيس البيت الفني أمر بخروج الكاميرات من المسرح فورا، فخرجت وحدة التصوير بحضور المخرج الذي قال لمشرف الأمن في بداية الموضوع إنه يستطيع الاتصال بوزيرة الثقافة، فرد عليه بأدب » اتصل يا باشا.. هات من معاليها موافقة لإثباتها في دفتر أحوال الأمن» ! أصبح لدي رئيس البيت بعد نجاح الأمن في إحباط عملية تصوير المسرحية المنتجة بمال عام، أن المخرج تعمد القيام بفعلته مستغلا وجوده في الإسكندرية، وغياب مدير عام الفرقة في بورسعيد، وعدم وجود مدير دار العرض لأنه في اجازة، وأصبح لديه يقينا أن الأمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، لأن تصوير العرض كاملا وطباعته علي سيديهات يعني دخول مدير الفرقة وأمن المسرح ودخوله شخصيا السجن، ولهذا أكد لنا أنه سوف يحيل الواقعة للشئون القانونية للتحقيق فيها، وإثابة وتكريم مشرف الأمن بمسرح السلام وأمن البيت الفني للمسرح لأنهم أحبطوا مخطط تصوير مسرحية » بلاد السعادة » بدون موافقات كتابية ! والسؤال الآن لمعالي وزيرة الثقافة : ماذا أنتِ فاعلة مع هذا المخرج الذي حاول تخويف مشرف الأمن بالمسرح بأنه يستطيع الاتصال بك والحصول علي موافقتك بتصوير العرض بالوحدة التي أحضرها علي نفقته، ظنا منه أنه هو من يدير الفرقة ويمتلكها أيضا ؟!