انطلاقا من القاعدة الذهبية التي تأخذ بها الجامعات ومراكز البحوث العلمية والطبية وكثير من الاجهزة التنفيذية في الدولة عدم الرد أو ايضاح الموقف من المخالفات والخطايا التي تقع في هذه المواقع.. ربما لكثرة المشكلات وعموم الهموم التي نزلت بالساحة العلمية.. بل ان بعض من يتسترون علي هذه الجرائم العلمية التي تركب في حق الوطن، يتم ترقيتهم أو تجديد تعيينهم مكافأة لهم علي ما ارتكبوه من جرائم وآثام. فقد نشرنا يوم 42 مارس الماضي بعض الطرائف التي حدثت في معهد تيودور بلهارس التابع لوزارة البحث العلمي ولم يتم التعليق علي ما نشر.. قلنا ان مدرسا للجراحة ظل يعمل اكثر من ثلاث سنوات بمستشفي الجونة بالغردقة وفي نفس الوقت موجود بجداول الحضور بالمعهد شهريا »خمسة ايام« فقط باذن وبعلم رئيس المعمل ولدينا صورة من هذه الجداول الرسمية لمن يريد الاطلاع عليها .. ثم تقدم فجأة باجازة لرعاية طفل في 01 يناير الماضي لمدة عام ثم عدلت في شهر ابريل الماضي للعمل بالداخل ولم يتحرك احد لمحاسبة المدرس أو المسئول عن العمل في جهتين في وقت واحد مع تقاضي كامل مرتبه بالحوافز من المعهد. ومكافأة علي هذا التسيب كوفيء رئيس المعمل الذي اعطي المدرس الاذن بالعمل خمسة ايام في الشهر بالمخالفة للقانون، كوفيء بتجديد رئاسته لمعمل الجراحة لمدة ثلاث سنوات قادمة بالقرار 21/0102 بتاريخ 3 مارس الماضي. وبالنسبة للمدرس المساعد الذي لم يسجل درجة الدكتوراه حتي اليوم ويعمل مدرسا مساعدا منذ عام 9891 اي علي مدي 12 عاما وبقاؤه في وظيفة مدرس مساعد طوال هذه الفترة، مخالف للقانون الذي اشترط خمس سنوات للحصول علي الدكتوراه وإلا تم تحويله إلي وظيفة ادارية في الكادر العام. وللخروج من هذا المأزق تقدم بمعاش مبكر منذ ديسمبر عام 9002.. وكالعادة لم يحاسب المدرس المساعد، وايضا لم يحاسب رئيس المعمل. بل تم تكريمه والاحتفاء به باعتباره ريادة ادارية ناجحة سيقود التطوير في المستقبل. وبالنسبة لمدرس الجراحة العامة المساعد المعين منذ عام 9891 وناقش الرسالة »الدكتوراه« منذ 7 سنوات فقط ولم يدخل الامتحان حتي اليوم ليحصل علي الدرجة الجامعية: الدكتوراه، وتغاضي رئيس المعمل عن هذه المخالفة. الاهم، والاخطر، ان الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لم يحرك ساكنا، وكأن الامر لا يعنيه، وقد نجد للوزير بعض العذر ان احدا من جهازه الاعلامي والتنفيذي في وزارة التعليم العالي أو البحث العلمي، لم يخبره بما نشر.. وربما لكثرة اعبائه التي ينوء بحملها الجبال، والجمال، لسفره الدائم الي بلاد تتكلم الفرنسية والانجليزية واليابانية والصينية والالمانية والايطالية..الخ، لم يتمكن من الاطلاع علي ما يجري في معاهد البحث العلمي، اما المسئولون في الوزارتين فكان الله في عونهما.. فهم في واد آخر.. والدنيا تلاهي والرزق يحب الخفية! العجيب.. اننا نتحدث في كل مناسبة، وبلا مناسبة عن التطوير والتحديث، والنهوض بالبحث العلمي..و جميعها احاديث فشينك وتضييع للوقت أو دخان في الهواء.. ولله الامر من قبل ومن بعد.