الشباب المخدوع: سرقوا أموالنا بعقود مزيفة وأدخلونا في دوامة الديون حلم السفر للخارج والبحث عن فرصة عمل أو تأشيرة يتمكن من خلالها الشباب من تحقيق طموحاتهم، أصبح صعب المنال لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالمتاجرين بأحلام الشباب وأصحاب الضمائر الميتة الباحثين عن الكسب الحرام. المعاناة أو المأساة تبدأ عندما يتوجه هؤلاء الشباب إلي بعض أصحاب مكاتب إلحاق العمالة بالخارج، والتي من بينها مكاتب سيئة السمعة دون علم هؤلاء الشباب بذلك.. وأملا في الحصول علي عقد عمل أو تأشيرة يضطر هؤلاء الشباب إلي تلبية كل مطالب أصحاب تلك المكاتب إلي أن يحدث ما لا يتوقعونه، حيث تتحول الوعود بالحصول علي فرصة عمل جيدة والإيهام بالخير الوفير مستقبلا، إلي مماطلة ومراوغة في استخراج أوراق السفر لهؤلاء الشباب ليتم استنزاف الوقت ويضيع الأمل لديهم تدريجيا.. ولا يهتم هؤلاء البشر غلاظ القلوب كيف جمع هؤلاء الشباب المال لهم للحصول علي فرصة عمل سواء بالاستدانة أو من خلال ما جمعوه من الأهل والأقارب، وكل ما يهتمون به هو كيف يستغلون هؤلاء الشباب دون أن يقعوا تحت طائلة القانون. »الأخبار» في هذا التحقيق تعرض مأساة بعض هؤلاء الشباب، وكيف تم النصب عليهم ومماطلتهم في الحصول علي مستحقاتهم المالية ومساومتهم عليها. جالسا مع أصدقائه في أحد مقاهي محافظة سوهاج، وخلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك»، وجد »محمود علي»، ذلك الشاب البالغ من العمر 28 عاما إعلانا بوجود فرصة عمل في إحدي الدول العربية كعامل في فندق سياحي بمبلغ مالي كبير، لم يفوت الفرصة وسارع بإخبار اصدقائه الذين سرعان ما استقروا علي التقدم بالأوراق المطلوبة، تواصل الشاب مع الرقم الوارد في الإعلان واتضح أنه لشخص يدعي »ع.ا»، والذي أخبره أنه وسيط لشركة سفريات كبري، وطلب منهم مجموعة من الأورق والسيرة الذاتية و5 آلاف جنيه لكل شاب منهم. ويوضح علي، إنه سافر إلي محافظة القاهرة وتقابل مع ذلك الوسيط في أحد مقاهي التحرير، وبالفعل سلم له 20 ألف جنيه بواقع 5 آلاف من كل فرد علي أن ندفع نفس المبلغ بعد استلام التأشيرات، وكان الاتفاق أن الأمورستنتهي وسيتم توقيع عقود العمل بعد شهرين فقط من تسليم الأوراق المطلوبة، وبعد انتهاء المدة المتفق عليها تواصلت مع الوسيط بمكالمة هاتفية لمعرفة ماوصلت اليه الأمور، إلا انه قال إن الأوراق لم تجهز بعد، تواصلت معه عدة مرات بعدها إلا أنه كان يتحجج بالكثير من الأعذار، واستمر في المماطلة لعدة أشهر، حتي شعرنا بالقلق وبدأنا نطالب باسترداد أموالنا. ويتابع بأنه مع الإلحاح والتهديد لاسترجاع اموالهم، بدأ الوسيط يتحايل عليهم بأنه تعرض للنصب من قبل الشركة المفوض عنها، وانه مجرد ضحية مثلهم تماما، مدعيا انه سلم الأموال للشركة بالفعل ولكنهم خدعوه ولم ينجزوا الأوراق.. حينها بدأ الضحايا في التحرك والتقدم ببلاغ إلي مباحث الأموال العامة، إلا انهم أخطأوا بعدم الحصول علي أوراق تثبت تلقي هذا الوسيط أموالا منهم، وبعده بعدة أسابيع استطاع التواصل مع الوسيط، الذي استمر في التحايل والتبرير الساذج، ومع مزيد من الضغط والتهديد بإبلاغ الأموال العامة،اكد الوسيط انه سيعيد لهم 5 آلاف فقط وهو المبلغ الذي يستطيع تدبيره علي ان يسدد باقي المبلغ بالتقسيط، وبالفعل ارسل لهم المبلع المتفق عليه ثم انقطع الاتصال نهائيا بهذا الشخص ولم يستطع الحصول علي باقي المبلغ.. وناشد جميع من يبحث عن فرصة عمل بالخارج ضرورة الابتعاد عن الشركات الوهمية ومن يدعي انه وسيط، حتي لا تتكرر نفس المأساة. مماطلة وتضليل لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لأحمد عبدالفتاح، صاحب ال36 عاما، والذي كان يبحث منذ عدة سنوات عن فرصة للعمل بالخارج في ظل ضعف راتبه. ويشير عبد الفتاح إلي أنه اتجه إلي إحدي الشركات الشهيرة للتوظيف بالخارج بناء علي توصية من صديق له، وبالفعل تواصل مع أحد موظفي الشركة وقدم الأوراق المطلوبة إلي جانب مبلغ 20 ألف جنيه مقابل العمل في إحدي الدول العربية، وطلب منه الانتظار لمدة 40 يوماً حتي الانتهاء من إصدار التأشيرات وإتمام إجراءات السفر، وبعد انتهاء المدة المحددة تواصل مع الشركة لمعرفة باقي التفاصيل والتأكد من انتهاء استخراج الأوراق، إلا أنهم أكدوا له علي أن التأشيرات تأخرت لظروف أمنية خارجة عن إرادتهم، ثم مرت اسابيع وشهور واستمرت الحجج المختلفة، حتي طالبت باسترداد أموالي إلا أنهم اكدوا أن التأخير مسألة روتينية وستنتهي لامحالة، وفي امكانهم توفير فرصة عمل في دولة أخري بنفس المبلغ، الذي تم دفعه، إلا أنه رفض العرض وأصر علي الحصول علي الأموال، ولكن الشركة ماطلت في الدفع. وأشار إلي أنه توجه لمقر الشركة عدة مرات ودخل في مشاجرات مع الموظفين من أجل الحصول علي أمواله وبعد محاولات كثيرة تحصل عليها بعد مرور حوالي 8 أشهر علي الاتفاق المبرم مع الشركة، واتضح له فيما بعد تكرار هذا الموقف مع عدد كبير من المواطنين، حيث تعمل بعض الشركات علي تحصيل الأموال واستثمارها وتحقيق أرباح منها ثم تعيد المبلغ للمواطن بعد فترة كبيرة من المماطلة لتستفيد من الأرباح. التوقيع بعد السفر الخداع وألاعيب بعض هذه الشركات لم تقتصر علي داخل الحدود فقط وانما اكتشفها بعض الضحايا بعد السفر للخارج، وهو ماحدث مع فاروق إبراهيم (مدرس)، والذي يقول إنه قبل سفره إلي إحدي الدول العربية، اتفقت معه احدي شركات التوظيف علي العمل في احدي المدارس بمقابل مالي ضخم مع تسهيلات في السكن وبدل الانتقالات، علي ان يتم توقيع عقد العمل بعد السفر لهذه الدولة، ولان المقابل المادي كان مغريا للغاية وافق علي العرض، وبالفعل تم الانتهاء من عمل التأشيرات بعد تسليم الاوراق المطلوبة وحصول الشركة علي مبلغ 30 ألف جنيه، وبعد السفر وجدت اتفاقا آخر مختلفا تماما مع المدرسة من حيث الراتب والبدلات وغيرها من الشروط، ولم يكن امامي سوي الموافقة علي شروط المدرسة، وحتي الآن أعاني من المعاملة السيئة للغاية من إدارة المدرسة، بالإضافة لتأخر صرف الراتب في كثير من الأوقات.. وفي المقابل، يوضح محمد رمضان، أنه كاد أن يقع ضحية لشركة »ك» للتوظيف والتي قدمت عرضاً للعمل في احدي الدول العربية بمدرسة أجنبية مقابل دفع 25 ألف جنيه وتقديم الأوراق المطلوبة، ولكنه قبل دفع الأموال قام بالبحث عن اسم هذه المدرسة واتضح أن كل من يعمل بها أجانب وليس من الوارد ان يلتحق بالعمل بها حيث لاتعتمد علي العرب في العمل، بالاضافة إلي انه ليس لديها اي وسيط للتوظيف بها وانما من يرغب في الالتحاق بوظيفة بها، عليه التقدم من خلال موقعها الإلكتروني..ويتابع رمضان بأنه علم أن هذه الشركة تحصلت علي أموال من حوالي 2000 شخص وتخدعهم بأن التأشيرات تنتهي بعد شهر فقط، ثم تماطل في رد المبالغ لاستثمارها، وهو مايعد خداعا ونصباعلي المواطنين.