- هل عندكم في مصر لاعبون مثلك! فقال حجازي: نعم وعندنا منهم الكثير. ضحك الملك ألفونسو: يكفي ثلاثة من أمثالك لكي تفوزوا علي جميع فرق العالم. القافية حكمت أن أحول اسمه إلي »حو».. مع أن شهرته في بلاد الإنجليز »هجي».. وهذه الحكاية أقدمها إلي الكابتن »مو» لكي يفخر بجده »حسين حجازي» الذي سبقه إلي بريطانيا بأكثر من مائة عام وتحول إلي أسطورة حتي إنه ارتدي فانلة المنتخب الانجليزي ومثله أمام اسبانيا، ومثلما يهتفون »مو صلاح» كانوا يغنون لحجازي »ول يا ول» واستحق لقب ملك الكرة.. وبين شوطي مباراة انجلترا مع اسبانيا طلب الملك ألفونسو الثالث عشر أن يلتقي مع »هجي» وسأله: - هل عندكم في مصر لاعبون مثلك! فقال حجازي: نعم وعندنا منهم الكثير. ضحك ألفونسو: يكفي ثلاثة من أمثالك لكي تفوزوا علي جميع فرق العالم. وعرفت أوروبا هذا المصري العبقري الذي جمع بين موهبة الكرة.. والخلق الرفيع.. وإجادة أكثر من لغة. فهل عرفت يا »مو» ان جدك »حو» سبقك وكان ذاهباً للدراسة في كمبردج وعرضت عليه فرنسا ان يدرس الهندسة في مدينة »ليل» وأن تتكفل بكافة مصاريفه وتدفع له مبلغاً وقدره 50 جنيها، وأرجوك لا تضحك فقد كان هذا المبلغ في وقته يشتري مزرعة أو بيتا محترما. فماذا سيحدث يا تري بعد مائة عام أخري عندما يتحدث اللاعب »سو» عن جده »مو» الذي خرج من الجبل الأخضر لكي يرتقي قمة جبل الذهب؟! رأيك إيه.. يا أستاذ أسامة؟! كلما شاهدت هذا المهزلة الدرامية التي يسمونها »ورشة» تذكرت كيف كان يجلس علي مكتبه وهو يتطلع إلي البحر.. أمامه أوراقه البيضاء.. وأقلامه السوداء والملونة والفكرة في رأسه.. وشخصيات العمل في ورقات قليلة.. وهو يترك لنفسه العنان ويجري وراء كل شخصية حسب هواها وتفكيرها وثقافتها ودوافعها فتخرج منحوتة ومجسمة كأنها من لحم ودم وأعصاب وتستقر لكي تعيش في وجدان الأمة كلها من محيطها الي خليجها.. هكذا ولد سليم البدري وسليمان غانم وحسن أرابيسك وفضة المعداوي وأبوالعلا البشري وأبلة حكمت، وتري العمل يخرج - تحت يد كاتبه وهو يشع بالعمق والمصداقية والرؤية المختلفة للناس والحياة والأماكن فإذا بنا نري الشر حتي نتمسك أكثر بالخير.. ونعرف القبح.. لكي نبحث عن الجمال.. ونكشف الظلم حتي نعرف معني العدل. »الورشة» بشكلها الحالي وبإنتاجها الهزيل المغشوش تدمر الإنتاج الدرامي وأفضله في السنوات الأخيرة ستجد عليه اسم مؤلف واحد مبدع ورؤيته منسجمة في العمل كله.. وليس كما نري »حتة من هنا علي حتة من هناك» وقد تفرقت دماء المؤلف الاصلي بين أفراد عصابة الورشة! شارع مصطفي حسين يجمعنا حوله في تجربة صحفية من الصعب تكرارها.. هو ملك الريشة والألوان.. ومعه كوكبة من نجوم الرسم والكاريكاتير.. ونحن مجموعة الكتاب لانملك إلا أقلامنا نحاول بها أن ننافسهم في الرسم بالكلمات.. عشنا في مجلة كاريكاتير سنوات.. نقدم خلطة مصرية.. يختلط فيها الضحك بالعياط.. والجد بالهزل.. وتصور مجلة اسبوعية فيها اسامة انور عكاشة ومحمود السعدني ومحفوظ عبدالرحمن ويوسف معاطي ومجدي صابر وعاطف بشاي وبشير عياد وكمال سعد وعمنا الكبير يوسف عوف.. وفؤاد معوض فرفور من المؤسسين الأوائل وفؤاد فواز ومحمد حلمي.. ومجموعة من كبار الرسامين علي رأسهم مصطفي حسين وجمعة وتاج وسمير عبدالخالق وسمير عبدالغني والفرماوي وممدوح وعمر وفواز وعشرات الأسماء الكبيرة وأنا أعتذر لأن الذاكرة أكلتها البرومة.. وكم من مرة كنا نحاول استفزاز مصطفي حسين لعمل غدوة تجمع هذا الجيش منعا للحسد.. وفي كل مرة يفلت بابتسامته التي تحيرك فلا تعرف إن كان يضحك لك أو يضحك عليك.. لكنك في كل الأحوال لاتملك إلا أن تحبه ولولا رحلة علي سالم المشهورة إلي تل أبيب لأصبحت المجلة في القمة لانها لون من الصعب تكراره أو تقليده، وكل المجلات التي حاولت أن تكون ساخرة. فشلت ولم تستمر.. لأن الضحك لها صنايعية من طراز خاص.. وفي مجلة كاريكاتير تعانق القلم مع الريشة.. وانسجمت الألوان في لوحة خفيفة الظل، كاملة الدسم، ولما ظهر الاستاذ أنيس منصور في فترة من الفترات مستشارا للمجلة نجح في اقناع مصطفي حسين بالغدوة المنتظرة.. وجاء الكباب والكفتة وانفرد الاستاذ أنيس بالخس والجبن الابيض لأن بينه وبين اللحوم والفراخ عداوة قديمة.. ولو جمع احد الزملاء أغلفة المجلة التي كان يرسمها الاستاذ مصطفي في أغلب الاحيان.. لاصبحنا امام معرض يحكي سنوات من تاريخ مصر.. وياسلام لوصورها أحد شباب السينمائيين في فيلم وثائقي.. ستكون خبطة غير مسبوقة.. والفكرة أقدمها لمن يريد لأن مصطفي حسين في حد ذاته حكاية تحتاج الي كتب.. وقد أتاحت لي الظروف مع الزملاء صلاح احمد حسين وايمن الشندويلي ومحمد حلمي أن نحول الشخصيات الكاريكاتيرية الي شخصيات درامية في مسلسل من 30 حلقة بعنوان شارع مصطفي حسين، لعب بطولته مجموعة كبيرة من النجوم: محمود الجندي وعمر الحريري ورجاء الجداوي وهياتم واحمد راتب ووفاء مكي. ولكني أظن أن شارع مصطفي حسين فيه الكثير ويكفي الدويتو الذي جمعه مع كبير ظرفاء مصر أحمد رجب، فقد نجحا في قراءة جريدة الاخبار من الشمال إلي اليمين رغم انها تصدر باللغة العربية.. لأن اللوحة التي كانت تجمعهما بالفكرة والرسم حكاية لايمكن أن تغيب عن ذاكرة مصر.. ومع احترامي للكباب والكفتة.. فإنهما اشبه بالفول والطعمية.. وفي قول آخر كنافة وقطايف!.. والسؤال هل انتهي زمن الظرف والظرفاء.. وأغلق مصطفي حسين شارعه!! ما تطلقيني يا ماما! هو أبغض الحلال ولكنهم أسسوا له الأندية واحتفلت بعضهن بطلاقها أكثر مما احتفلت بزواجها.. وربما نري نادي المطلقات يلعب في دوري »الملاحيس».. وانظر إلي نسب الطلاق.. صحيح أن هناك من الرجال من يستحق الضرب بالقديمة في أكبر ميدان عام.. لكن الموضة بين غالبية بنات هذه الأيام ان الزواج بالنسبة لهن فستان زفاف وحفل راقص وشهر عسل.. ثم بعد ذلك تسعي للحصول علي لقب »سنجل مازر».. وما أحلاها عيشة الحرية.. لكن الخيبة القوية سنراها في الأجيال الطالعة.. في عيال أبرياء وجدوا انفسهم في بيوت من »ملبن».. يمكن سحقها عند اي لمسة والشوارع لا ينقصها من الاطفال المشردين ضحايا العقول الطائشة والأفكار المستوردة - تربية »الفيس والبوك»، فهل الميثاق الغليظ الذي وضعه ربنا سبحانه وتعالي لعباده قد أصبح سهلاً وهشا وضعيفاً في مواجهة مواثيق مؤسسات التمكين والحرية والمساواة وتجار الخراب في الداخل والخارج ومجالس التشريد.. وانتبهوا يا أولي الألباب والأبصار فإن هدم الأوطان يبدأ - من هدم البيوت! حتة.. وحتة عندما تجد مذيعة الأخبار في بعض القنوات مشغولة.. بخصلة شعرها وهي تداعب رموشها السوبر.. وفستانها قد كشف عن الذراعين والإبطين والأنف والأذن والحنجرة اعرف انها تقرأ النشرة من »البيوتي سنتر» وليس من الاستوديو! من كثرة تدخين الممثلين والممثلات عمال علي بطال في المسلسلات والافلام لاسباب تجارية وخبيثة مدفوعة الأجر.. بدأت أسأل: وعلي كده الفنان »الفلاني» بيعمل كام أروصة في الحلقة؟! لاعب محترف.. مدرب محترف.. يعمل تحت إدارة »متطوعة» واتحاد »متطوع».. إنها لعبة اشبه بالصراف الذي يعمل وسط الملايين ويفترض أن في جيبه 25 جنيهاً.. بذمتك تدخل عقلك ازاي! وسألها المحرر الفني : طيب وحضرتك ممثلة إغراء سادة ولا محشي.. رنت ضحكتها العالية وهي ترد عليه: - لا يا حبيبي بالسمن البلدي. عندما سأل المدرس في حصة التربية الدينية تلامذة الصف الثالث الثانوي كيف يصل المؤمن إلي »دار السلام»؟ قال أحدهم بكل ثقة: (بالمترو.. يا أستاذ!!) شوارعنا تدل علينا وكله كوم وفوضي التوك توك كوم تاني.. تصدق يا أخي رجعت بيتي من كام يوم وبينما أغير بنطلوني وأنفضه من الغبار وقع منه »3 تكاتك»! عفواً أنا لا أسخر من إنفاقك السفيه وقد أمسكت بالفلوس علي كبر.. أنا فقط أسأل نفسي: من يصنعه »القرش» ألا يمكن أن يهدمه »الجنيه»!! أمهات الجيل القديم كانت تربي جيداً.. فيخرج من تحت يدها من يعلم الدنيا كلها وانظر إلي طه حسين علي سبيل المثال.. وأمهات هذه الأيام تعلم الإنجلش والفرنش.. لكنها تفتقد »التربية»! ارتفع صوت العوالم علي العلماء.. تبقي خلصت يا باشا!