منذ أكثر من 35 سنة صدر تقرير من الجهاز المركزي للإحصاء يفيد بأن المصري لا يعمل أكثر من 27 دقيقة في اليوم. وعندها توالت النكت ورسوم الكاريكاتير وضحك المصريون.. واليوم ورغم مرور الزمان وتغير الأجيال نجد وزير التنمية المحلية يؤكد نفس المعلومة في يوليو الماضي بل وتصدر دراسة بنفس المحتوي من أستاذة بالتنمية البشرية بالجامعة الأمريكية.. ليستمر المصريون في الضحك وشر البلية ما يضحك! وليبقي المصري هو المصري بقناعاته بأنه يعطي »علي قدر فلوسهم» ومع هذا ورغم الإحصائيات التي تفيد بأن 37٪ من أيام العمل للموظف إجازات ومع براعتنا في التحايل وحب »الأنتخة» بدليل أننا الآن في إجازة عيد الأضحي المبارك والتي هي ثلاثة أيام فقط والتي جعلناها بالفهلوة 9أيام بعد ضم الإجازات السنوية للرسمية ليتمدد الجميع تحت الشماسي بين شطين وميه في حبك يا إسكندرية.. وسط هذا كله تجد مقترحاً حكومياً بتقليص أيام العمل وزيادة الإجازات للعاملين بالجهاز الإداري للدولة لتصبح ثلاثة أيام في الأسبوع بدعوي أن ذلك سيريح الموظفين »اللي هم مستريحين أصلا» ويحل أزمة التكدس المروري ويوفر الوقود ويحسن الخدمة المقدمة للجمهور.. ومع احترامي للمقترح الحكومي إلا أن ذلك مجرد كلام نظري تنفيه خصائص الشخصية المصرية للسادة الموظفين ويتنافي مع دعوة الدولة للعمل وزيادة الإنتاج ويجعل الجهاز الإداري للدولة »مرفوع من الخدمة مؤبداً» ويحول مصر إلي بلد شهادات وإجازات.