سيدة تتعرض للضرب في الشارع لإطعامها القطط »ياسمين» أشعلت النار في نفسها للتخلص من إهانات زوجة أبيها الميراث دفع 4 بنات لمحاولة قتل أمهن المرأة تتعرض للعنف منذ ولادتها وبيوت الرعاية سلاح ذو حدين عيون لا تكف عن البكاء، عقول أنهكها التفكير، أرواح تصارع قهر الإهانة وذل الاستعباد، نساء يخضعن لعنف نفسي وبدني غير رحيم، وأخريات يجبن في الشوارع باحثات هاربات من شبح الألم وسطوة العنف، إنهن المعنفات اللائي عانين كثيرا من الاعتداء الجنسي وحالات التحرش، والزواج المبكر، وإهانة الأزواج، وظلم الأبناء، تحملن سنوات من الأذي حتي وجدن طوق النجاة الذي عرف باسم » بيوت الاستضافة » تلك الجدران الآمنة التي رحمت ضعفهن وكفلت لهن حياة بعيدة عن العنف الذي وقع علي كاهلهن. »الأخبار » قضت يوما كاملا داخل أحد بيوت المعنفات التي أقامتها وزارة التضامن بمدينة المنصورة بالدقهلية كواحد من العديد من بيوت الاستضافة المقامة في عدد من المحافظات لتوفر الأمان لمن ضاقت بهن السبل، وسقطن ضحية العنف الأسري أو من المجتمع. بدأنا المعايشة لواقع اللاجئات لبيوت المعنفات من غرفة الخط الساخن والأرقام التي أقرتها الوزارة لاستقبال شكاوي المواطنات الهاربات من العنف بكل أنواعه، قضينا ساعتين كاملتين مع الإخصائيات في استقبال الشكاوي، لم يكف الهاتف فيهما عن الرن، قسمت الشكاوي مابين الاستشارات الزوجية والإجتماعية والقانونية، والإستفسار عن كيفية اللجوء لدار المعنفات والاختباء بها لحين الحصول علي ملاذ آمن، كانت الإخصائيات يجدن النصح للحالات التي تلجأ إليهن، كما تواجدت معهن محامية، تقوم بالرد علي الشكاوي القانونية الخاصة بالخلع أو الطلاق أو النفقة أو الميراث. بعدها انتقلنا لغرفة الاستقبال كان هناك عدد من الحالات اللاتي لجأن إلي الدار بتحويل من المجلس القومي للمرأة أو بعد الاتصال بوازرة التضامن كانت أبرز الحالات التي التقينا بهن سيدة ثلاثينية دخلت إلي الدار في قمة انهيارها وحاولت المشرفات احتواءها لكنها كانت لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها من شدة البكاء، وبعد محاولات عدة لتهدئتها بدأت تروي قصتها قائلة: »أعيش أنا وابني بمفردنا وليس لديّ من يتكفل بي أو يقوم بحمايتي، وقد اعتدت يوميا أن أجهز وجبة لقطط الشارع في أطباق »فويل» وأقدمها لها أمام أحد المحلات المغلقة التي لا تفتح حتي لا أتسبب بمضايقة لأحد من سكان الشارع، وبعد أن تنتهي القطط من طعامها أقوم بلم كل البقايا التي تركتها وأنظف المكان، وكل ما أفعله ابتغاء وجه الله لا أكثر، وكان دائما مايعترضني أحد سكان الشارع وزوجته رغم أن المكان الذي أضع فيه الأكل يبعد عن مكان سكنه بمسافة طويلة، وحاولت إخباره مرارا وتكرارا أن ما افعله رحمة تجلب لنا رحمة الله وأني أقوم بتنظيف مكان الأكل ولكنه كثيرا ماكان يعنفني ويتوجه إليّ بالإهانات لأنه يعلم أنني لا استطيع ردعه أو حتي الرد عليه، حتي خرجت يوما كي أضع طعام القطط كما اعتدت فنزل في وسط الشارع وصفعني علي وجهي يمينا ويسارا، لم أنطق بكلمة واحدة سوي أنني ظللت أصرخ وأهرول لأختبئ بمنزلي بعيدا عن أعين الناس، ومنذ ذلك الحين وأنا لا استطيع الخروج إلي الشارع، وحين لجأت لقسم الشرطة لم أحصل علي حقي، حيث إن المحضر لابد أن يرفق بتقرير الطبيب الشرعي وهو غير مناسب لبلاغي، وحين لجأت للمجلس القومي للمرأة وجهوني إلي هذه الدار، وكل ما أريده هو رد كرامتي التي اهدرت وسط الشارع امام الجميع، فقد شعرت بقهر لا أستطيع وصفه وأصبحت لا أستطيع أن أرفع عيني حين أنزل من بيتي، أما ابني فقد كره النزول من كثرة معايرة أصدقائه له. وكانت الحالة الثانية طالبة بالدراسات العليا جاءت تستغيث بإدارة الدار من من عميد كليتها الذي تعرض لها بالسب بأقبح الألفاظ أمام الجميع، فجلست تبحث مع المحامية الإجراءات المتاحة لرد اعتبارها أمام زملائها والحصول علي حقها من خلال إدارة الجامعة. الحب وحده لايكفي ! وكانت الحالة الثالثة هي م.ف والتي أقامت في الدار لمدة 6 أشهر كانت فيهم علي خلاف مع طليقها واهله ولجأت إلي الدار للاحتماء بهم، وبعد حل مشكلتها عادت إلي بيت أهلها ولكنها تأتي للمتابعة مع إدارة الدار حيث إنها الوسيط بينها وبين زوجها وأهله، وتروي »م» حكايتها قائلة: » تزوجت بعد حب 5 سنوات ظننت فيهم أني سأتوج قصة حبنا بقرار الزواج، ولكنني لم أعلم حينها أنني كتبت نهاية قصتنا، فمنذ أن دخلت بيت أهله وأنا أعيش أسوأ أيام حياتي، فقد اكتشفت أن زوجي لا شخصية له أمام أهله، كما أنهم كانوا يرفضون زواجه مني، وهو ما اكتشفته فور دخولي بيتهم، فقد كانوا يتعمدون إهانتي ولم يحاول زوجي رد اعتباري أو حتي الدفاع عني، والنتيجة الطبيعية لكل هذا الاستهتار أن والدته وإخوته تجمعوا وقاموا بضربي وطردوني من البيت ليلا وأنا أحمل في أحشائي طفلا عمره شهران، وحين ذهبت لوالدتي لم تستقبلني رغم أنني هرولت إليها وأنا في قمة انهياري أشكو لها ما فعلوه به، وذلك لأنها لم تكن راضية عن زواجي منه، فظللت أتجول في الشوارع لا أجد مكانا أحتمي به، حتي دلني أحد المارة علي هذه الدار، وقد استقبلوني استقبالا حسنا ورويت لهم قصتي فاتصلت مديرة الدار بزوجي في اليوم التالي وتفاوضت معه فأخبرها أن أهله لم يقبلوني في البيت ثانية وأنه لا يستطيع الوقوف أمامهم، واتفقا علي أن ننفصل في هدوء علي أن يجلب لي نفقتي شهريا في الدار، وبعد مباحثات عدة مع والدتي استطاعت مديرة الدار أن تصلح بيننا وأن أعود ثانية إلي بيت والدي أعيش فيه بكرامتي بعيدا عن الإهانة وإهدار كرامتي، واستطعت مع الوقت أن أتعايش مع تجربتي المؤلمة وأعلم أن الحب وحده لا يكفي لإقامة علاقة ناجحة بل ان الاحترام والتفاهم والتوافق الاجتماعي هي الأساس. غرف المعنفات انتقلنا إلي غرف المعنفات، وهي عبارة عن 6 غرف كل غرفة مكونة من سريرين ودولاب و»تسريحتين » وشرفة واسعة مسورة بأسوار حديدية لتأمين المقيمات، ولكل غرفتين حمام مشترك، كان المكان في قمة نظافته وترتيبه، يقدم للمعنفات ثلاث وجبات والوجبة الرئيسية مقسمة يومين فراخ ويومين لحوم ويومين أسماك ويوم بقوليات حسب كلام المقيمات بالدار، كان الدخول للحالات في غرفهن والحديث معهن بشأن مأساتهن مع العنف لم يكن سهلا مطلقا، ولكننا بعد تحايلات عديدة استطعنا أن نقنعهن أن حكايتهن قد تكون عبرة للعديد من النساء اللائي لا يجدن حلولا لمآسيهن ولا يعرفن البديل للإهانة والعنف والطريق للحياة الكريمة. »ياسمين، م» أولي الحالات التي التقينا بهن في إحدي غرف الدار، كانت عائدة من عملها في كامل نشاطها دخلت تمزح مع الكل المشرفات كأنهن صديقاتها وتحكي لهن أحداث اليوم، حتي شعرت بوجودنا فأسرعت بالدخول إلي غرفتها، وبعد أن أقنعتها مديرة الدار بمقابلتنا وافقت علي دخولنا لغرفتها والحديث معها، وحين اقتربنا منها بدت علامات الحرق واضحة علي جسدها ثم بدأت تروي مأساتها قائلة: » منذ ان ولدت وانا اعاني من شجار أبي وأمي الدائم حتي قررا الانفصال وتزوج ابي من امرأة أخري وسافرت أمي بعيدا وتزوجت أيضا من رجل آخر، وعشت أنا مع زوجة أبي كنت طفلة لم أتجاوز العشر سنوات، وكان أبي يسافر خارج البلاد للعمل ويتركني مع زوجته، وكانت تعاملني معاملة غير آدمية، كانت دائما تضربني وتحرق جسدي، وحتي شعري الجميل الذي كنت أتفاخر به وسط بنات جيراني حلقته لي بمنتهي القسوة، وكانت تأخذني معها عند والدتها وتجبرني علي القيام بكل متطلبات المنزل، وكنت دائما أظل أبكي بمفردي حتي يغلبني النعاس من كثرة التعب، وفي يوم أجبرتني أن أنقل أواني المياه الثقيلة من مواسير دفق المياه إلي المنزل وكنا في إحدي ليالي الشتاء القارسة، وبعد أن انتهيت من ملئها وقد حل الليل واشتدت البرودة وتبللت ثيابي بالكامل، أمرتني أن أملأ أواني المياه لوالدتها فظللت أبكي بشدة ويرتجف جسدي من شدة البرودة والبلل، فصفعتني علي وجهي بشدة وأسرعت حينها لملء الأواني، وبعد ثالث إناء كانت قدمي لا تحملني فأنزلقت بإناء المياه علي عتبة البيت وكانت جالسة تمرح مع والدتها وجيرانها وأغرقت المياه الأرض فسحبتني من رأسي أمام الجالسين وهي تأمرني أن أمسح المياه المسكوبة فلم استطع الرد عليها من شدة الارتعاش وظل الجالسون يخبرونها انني لست قادرة علي حمل كل هذه الأواني فنظرت إلي شزرا وهي تأمرني ان اعود إلي المنزل لحين عودتها، كنت اعلم حينها مصيري حيث اعتدت ان تمزق جسدي ضربا بعد هذه الجملة، لم أتحمل خوفي من انتظارها وحين شعرت بقدومها، أسرعت وأغلقت باب المرحاض عليّ، وسكبت »جركن الجاز » علي جسدي وأشعلت الثقاب، وإلي أن استطاع الجيران ان يفتحوا الباب ويطفئوا النيران التي اشتعلت بجسدي، كان جسدي قد احترق تقريبا بالكامل وظللت أعالج عشرة شهور بعدها خرجت لحياة أسوأ حيث كنت أعاير من أصدقائي ولا أستطيع الحركة وكانت تتركني زوجة أبي وحدي في المنزل دون أي طعام فهربت من البيت وظللت سنوات أتنقل من مأساة لأخري حتي انتشلتني رحمة الله وهديت إلي هذا المكان. وتضيف ياسمين: منذ أن دخلت هنا وهم يساعدونني في كل شئ فقد أجريت عددا من عمليات التجميل حتي وصلت لهذه المرحلة، كما أنني أصبحت أعمل في أحد مصانع الحياكة، بدأت أشعر أن هناك أشخاصا يهتمون بشأني ويقدمون لي النصح استمع لكل تعليمات مديرة الدار فهي أشعرتني بشعور الأمومة الذي لم أعرفه من قبل، ولكني في قمة الندم علي مافعلته بنفسي فقد آدركت الآن انني حين حرقت جسدي انتقمت من نفسي وليس من زوجة أبي. عقوق الأبناء أما الحالة الثانية فكانت هي الحالة الأصعب علي الإطلاق، فربما يكون عنف الأزواج مبررا في بعض الأحيان وكذلك زوجات الآباء.. أما الشئ المفجع أن تكون أما أفنت عمرها بأكمله في تربية أبنائها لينتهي بها الحال مضروبة ضربا مبرحا ومطرودة من بيتها لتعيش ماتبقي من عمرها في دار المعنفات، كانت نزيلة تلك الغرفة امرأة في العقد السادس من عمرها لديها 6 أبناء خمس منهم بنات وولد واحد، جميعهم في مناصب عليا حسب كلام مديرة الدار، ليس هذا فقط بل انهم من اكبر عائلات المنصورة حيث تقول ف . ك » لم اقصر يوما في تربية ابنائي فقد رأيت معهم مالم تره أم، حتي أستطيع أن أصل بهم إلي بر الأمان، كان زوجي فقيرا حين تزوجنا وكافحت معه حتي بنينا انفسنا من الصفر، وأصبح صاحب أكبر ورش بالمنطقة واستطاع ان يكون صاحب املاك عديدة بعد ان كنا لا نملك سوي شقة بالإيجار، وكانت لديّ خمس بنات، كنت أدللهن وأرفض أن تقوم واحدة منهن بأي شئ في المنزل فقد كنت أضع لهن الطعام علي الفراش مقابل أن يجتهدن في دراستهن، وبالفعل حصلن جميعا علي شهادات عليا وتزوجن أفضل الزيجات، وبعد وفاة والدهن قررت أن أكتب لهن المنزل الذي نعيش به وهو مكون من 7 أدوار في منطقة سياحية تبلغ فيه سعر الشقة الواحدة 800 ألف جنيه، ولأن اختهن الصغري كانت شقتها الأصغر فقررت ان اكتب لها محلا زيادة عن نصيبها كي أعدل بينهن، فرفضن جميعا وتشاجرن معي فصممت علي رأيي فسرقن مني العقود وزورنها، وفوجئت ببناتي الأربعة يدخلن علي بعصي ثقيلة وينهلن علي رأسي ضربا حتي كسرت جميع اسناني وانفصلت شبكية عيني وأصبت بالعمي في عيني اليمني، ثم طردنني وأنا أنزف دما وهددن أختهن الصغري من محاولة الاقتراب من المنزل، فأخذتني لأعيش معها ولكن زوجها ظل يعايرها بما فعله أخواتها فلم أتحمل الإهانة وخرجت من منزلها ليلا اجوب الشوارع لا أدري إلي أين اذهب، حتي وجدت هذه الدار في وجهي وكأن الله قد ارسلها لي، ومنذ ذلك الحين وأنا اعيش هنا لا اكف عن البكاء حتي تختنق روحي وجعا وقهرا ولا اعلم كيف فعل بي بناتي ما فعلنه فإني اشهد الله انني أحسنت تربيتهن ولم أظلم فلماذا ظلمت؟! تجديد الإقامة بعد الاستماع لهذه القصص المأساوية توجهنا إلي وداد بركات إبراهيم مديرة مركز استضافة وتوجيه المرأة بالمنصورة، والتي حدثتنا عن الدار ودورها في خدمة النساء المعنفات قائلة انه تم افتتاح المركز إداريا في مارس عام 2004م وفعليا في أغسطس من نفس العام، ومنذ إنشائه تم استقبال نحو 1700 نزيلة لتلقي الخدمات ما بين استشارات واستضافة. أما عن الهدف من إنشاء المركز فأوضحت أن المركز يستضيف أي امرأة معنفة طردها زوجها من منزلها أو هربت بنفسها من جحيم معيشته علي مستوي جميع محافظات الجمهورية، وليس شرطا أن تكون من قاطنات المنصورة، كما يستضيف المركز المتزوجات المصريات اللاتي يحملن الجنسية المصرية فنستضيفهن مدة تتراوح من يوم إلي 3 شهور، وفي حالة مد فترة أي واحدة منهن تستمر إقامتها لمدة 3 أشهر أخري، ويكون هذا بعد موافقة اللجنة المشرفة محليا وبعد إرسال مضمون مشكلتها إلي وزارة التضامن الاجتماعي وعليه يتقرر مد تجديد إقامتها في المركز. العنف أنواع أما عن رأي الخبراء في العنف ضد المرأة فتقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ مساعد علم النفس السلوكي، أن هناك نوعين من العنف، عنف لفظي والذي يتمثل في الإهانة وتوجيه السُباب، والنوع الثاني العنف البدني وهو ضرب الزوجة والابنة والأخت وغالبًا ما يكون الشخص الذي يقوم بالضرب هو شخص ضعيف . موضحة أن الاثر النفسي من العنف ضد المرأة ينتج عنه إما أن تكون إنسانة شرسة عنيفة تجاه أولادها والمجتمع أو إنسانة محطمة لاهدف لها وكارهة للمجتمع والمحيط فمحاربة العنف يجب أن تبدأ بتغيير سلوك الأطفال والمراهقين حتي نخلق جيلا مهذبا يحترم المرأة بالإضافة إلي تغليظ العقوبات تجاه من يقوم بالتحرش أو ضرب وإهانة المرأة. وأشارت العوضي إلي ان بيوت المعنفات التي قامت بها وزارة التضامن هي أشبه ببيوت الإيواء هي فكرة مقبولة انسانيا ولكن الأولي تعليم الناس وتعويدهم علي الاحترام للغير بلا تفرقة لنوعية الناس. وتري الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم اجتماع بجامعة عين شمس، أن العنف ضد المرأة يبدأ منذ اجراء عملية الختان هذه العملية تعتبر أولي مراحل العنف، ثم حرمانها من التعليم، ثم إجبارها علي الزواج وهي قاصرة، ثم إنهاكها لإنجاب الذكر، وبعد الزاج يستمر مسلسل العنف فتتعرض للإهانة والسب والضرب من قبل زوجها وأهله، مشيرة إلي ان هذه المشكلات تبدأ من جهل الابوين ولذلك لابد من تعليم الأبوين جيدًا، وأشارت سامية خضر إلي أن أثر ذلك علي المرأة أنه يجبرها علي الخضوع للظروف التي تُحيط بها، وعدم شعورها بأنها بملكية نفسها ولكنها تشعر بأنها ملك للآخرين وهم من يتحكمون فيها، وهو ما أدي إلي ان يكون بمصر نسبة أمية كبيرة. وصية النبي فيما اكد الدكتور محمد عبد العاطي عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن الإسلام بوجه عام دين الرحمة، والنبي صلي الله عليه وسلم قال الله في حقه »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، كما أوصي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أمته أن يكونوا رحماء فيما بينهم فقال »الراحمون يرحمهم الله» إذاً فالنبي نبي رحمة ووصيته وصية رحمة فيجب علي الرجل أن يرحم المرأة وقد أوصي بها النبي في حجة الوداع. ويضيف عبدالعاطي، أنه عندما كلف الاسلام الرجل كلفه بالمرأة وخطاب الله كان موجها للرجل والمرأة وهذا دليل علي أن الاسلام كرّم المرأة أجمل تكريم فقال الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز »إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات» ولعن الله كل من يؤذي المرأة أو يقوم بإهانتها، مشيرًا إلي أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلي انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة هو غياب الدين من دنيا الناس من المجتمع ورقة الدين في قلوبهم فلو أن الناس التزموا بتعليم دينهم لكانوا رحماء فيما بينهم وأول من رحموهم هم المرأة، الجهل بعادات الناس وتقاليد المجتمع، خاصة أن المجتمع الشرقي مجتمع متدين بطبعه فمن جملة التدين يجب التعامل مع المرأة معاملة فيها الرفق واللين والرحمة. وتابع قائلا» إن الاسلام يقول إن المرأة التي تسقي كلبًا ستدخل الجنة فكيف يكون الحال بالنسبة للمرأة التي هي في الأساس شقيقة الرجل، النساء شقائق الرجال هكذا يقول الرسول صلي الله عليه وسلم والمرأة في الإسلام هي نصف المجتمع وهي التي قامت بتربية النصف الآخر، كما قال حافظ إبراهيم إن الأم مدرسة إذا اعدتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، ومن أسباب العنف ايضًا الظروف الاقتصادية التي تحيط بالناس والتي تثقل كاهل الأسرة، مؤكدا انه إذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع، والأسرة قوامها وركنها الأساسي هو المرأة، فيجب علي الرجل الحفاظ عليها.