اذا لاحظتم أن سطوري مبتلة بشيء من الأسي، فهي ارهاصات قلم عاشق لتراب وطن نثرثر كثيرا في أمور العلاج، وليتنا نثرثر نصف الثرثرة في مكونات الدواء المصري الذي -في معظم الأحوال- يحرضني تحريضا علي الصنف المستورد! الصورة الذهنية عند بسطاء الناس من الاعلام والاعلان يعرفون ان العاصمة الادارية ليست ديارهم! لأني لست من المداحين والكورس فأنا أقول للأعور أنت أعور ولكن بكل ألوان التهذيب والأدب! الوزير السابق في الغرب يظل مشتبكا بالحياة ومتفاعلا معها. والوزير السابق في بلادنا يدخل -عفوا- الجراج ويتكلم عن أمجاده وأعدائه حين كان! نادرة، تلك »الخصومات» الشريفة، وبالطبع لا أقصد خصومات الاوكازيونات! يوم تفقد »الدهشة»، سيتساوي الجميل والقبيح، وهذه كارثة. فاحتفظ بالدهشة مهما اتسعت حدقتا العين! التنهيدة ليست حسرة، انما هي أمل جسور في الأفضل. لاتفرضوا ضرائب علي الضحك وإلا كانت الحصيلة »مجتمع نكدي»! نصف الناس تطالع الصحف علي النت. وبعد رفع أسعار الصحف سيضطر النصف الثاني للقراءة علي النت! هل كان زكريا عزمي يقرأ الغد يوم قال إن الفساد في المحليات للركب؟! مرة محافظ ومرة نائب محافظ ومرة رئيس حي! »دخلنا البترولي سيكون اكبر من السعودية»!!هذا المانشيت هل هو حقيقة موثقة بالدراسة والأرقام أم هو »بيع الوهم»؟! لو امتثلنا لعدم السؤال فهي طاعة العبيد.. يقول صلاح عبدالصبور: »لوظللنا نري ولانسأل لسلختنا ضمائرنا عقابا» ولو تلقيت أمرا بعدم السؤال: أقف دقيقة حدادا علي المواطنة! أسوأ رياضة يمارسها بعض الناس هي خلفة العيال ولما سألت مبارك يوما: لماذا لانفعل مثلما فعلت الصين؟ قال: الدولة لا تدخل غرف نوم الناس! ظلم حيا وميتا مع انه صانع أعمدة الحكمة لوجدان مصر فقد كان أعظم مفكريها ولاندري: العظيم سلامة موسي. أشعر ببعض الغربة في هذا المجتمع من غرابة سلوكياته ورداءة ألفاظه ولولبية مسالكة، ولولا ونس الاصدقاء من جيلي لاصابني التقاعس! أسوأ تقدم هو تقدم الي.. الخلف. وعندما اسمع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ونجاة وفيروز أنتشي. فهذا غناء يسرقنا بين »حشرجات الحاضر».. رصانة الغناء صوتا وموسيقي ومعاني عودة للوراء.. الأصيل. بي عطش إلي الحب بدون مقايضة والي الود بدون أجر! التحضر، يعبر حواجز التخلف والعقم في التفكير. التحضر يدعونا لفهم قيم ديننا والاديان الأخري في رحابه بعرض الأفق! كنت أظن أن الحيوانات اسعد الكائنات لأن ليس لها مطالب ثم عرفت- عبر عالم حيوان- أن الببغاوات تكتئب والخيل تمرض حزنا والكلاب تضرب عن الطعام والقردة تصرخ والقطط تموء واكتشفت ان الجماد اذا فارقه صاحبه يصاب بالصدأ! سرت طويلا في شارع »المعارضة» فما عثرت علي كيانات ولمحت في نهاية الشارع بصيص نور، وفهمت انها عمارة بنوا اساسها ويستعدون لبناء الطابق الأول! اذا لاحظتم أن سطوري مبتلة بشيء من الأسي، فهي ارهاصات قلم عاشق لتراب وطن وربما كانت بصيرة أو رعشة خوف علي جيل سيعتلي الكراسي ولعلها هزة للافاقة أو ترتيله ان الآتي افضل! الأقلام نوعان، قلم ينطوي علي عشق للكتابة والافادة والتبصير وازاحة العتمة وتبديد الاحباط، وقلم محفوظ في علبة فاخرة لايحمل اشواقا للكتابة وفرغ حبره من عدم الاستخدام واستحق العدم! بين الاعتزاز بالذات والغرور خيط رفيع جداً، ففي الغرور اعتزاز بالذات، وفي الاعتزاز بالذات قدر ما من الغرور! الفقر الحقيقي في المجتمعات هو فقر العقول لا فقر الجيوب بل الأدهي ان فقر العقول يجر المجتمعات إلي فقر الجيوب! في فقه الاصلاح، من المهم جدا ادراك »جحم» المشكلة بلا تهوين أو تهويل. وعلي مدي تجربتي الحياتية لاحظت اضطرابا في تقدير حجم المشكلة مما يجعلنا نحيد عن الاسلوب الامثل للحل! القلق شعور يساور الجميع بدرجات. أفضله ما كان حافزا للاحتشاد والتقدم والمبالغة فيه مدمرة لصاحبه! الرزق ليس بأيدينا. والحس الشعبي يقول »تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش» وليس معني ذلك هو التقاعس لأن السماء لاتمطر نقودا، واحيانا أري أن الحظ هو مخ جيد يدير حياته ولديه ابتكار. والرزق عندي ليس أوراق النقود، انما الزوجة الصالحة رزق والصديق الذي لايتلون رزق! الكتابة هي ورق أبيض يستفز قلما.. للبوح! سمة احترمها في المسئول: الاصغاء لشخص آخر غير نفسه! اذا كان فلان »شاري دماغه» أي وضع فضوله في ثلاجة العقل، فانا لست هذا النمط. أنا »مشتبك»، مع الحياة بدماغ مهمومة! ليس هناك شباب وشيوخ أو حرس قديم وحرس جديد. هذه فذلكة تقسيمات، هناك وطني وغير وطني فالمعيار هو الوطنية الحقة والعطاء بلامقابل! إنها الحياة بضجيجها وترابها وهمساتها وصراخها وصدماتها ومكافأتها وجروحها، عربون البقاء علي ضفافك.. يا زمن! اليسا: ياوجعا، نتقاسمه معك! كنيستنا »المصرية» نلتف حولها ونحميها بوعينا، فنكشف عدونا. نعم نكشف عدونا لنحفظ هويتنا ونتمسك بهلالنا يعانق صليبنا. تلك العلاقة الأبدية هي مصرنا.