رشاد عبده: الاستثمارات تبلغ80 مليار دولار بالتخطيط العلمي صلاح الدسوقي: إضافة قوية للدخل القومي خبراء الاقتصاد وصفوا إنشاء مشروع قناة السويس الجديدة بالإعجاز الذي أنجزه المصريون خلال سنة واحدة، قدروا حجم الاستفادة التي يمكن أن تحققها مصر من هذا الإنجاز بعشرات أضعاف ماكانت تستفيد منه خلال السنوات الماضية ناهيك عن الفائدة التي تخطت الدول الأخري والتي تمتلك قنوات ملاحة شبيهة بقناة السويس مثل بنما ودول أخري عديدة في شرق آسيا، وذلك نظرا لما تمتلكه مصر من إمكانيات لوجيستية واستيراتيجية وفنية تتفوق بها علي تلك الدول. في البداية يقول د. فخري الفقي الخبير الاقتصادي ومستشار صندوق النقد الدولي السابق انه من الناحية الاقتصادية يضيف مشروق قناة السويس الجديدة قيمة كبيرة للاقتصاد المصري، فبعد توسيع القناة وتعميقها اصبحت تقدم خدمة المرور في شريان مائي هام يصل بين القارة الأفريقية والآسيوية والأوروبية مما يمثل جائزة للاقتصاد العالمي ككل.. والقيمة التي تحصل عليها الدولة من خلال القناة نظير الخدمات المقدمة تدفع من خلال النقد الأجنبي، ولكن رسوم المرور يكون عن طريق ما يسمي بحق السحب الخاص وهو وحدة حسابية وليست عملة ملموسة وله فؤاد اقتصادية حيث يعد من ضمن الاحتياطات النقدية العالمية يضعها صندوق النقد الدولي ومعترف بها من جميع الدول الأعضاء الذي يبلغ 189 دولة، وحاليا حق السحب يساوي 1.4 دولار ويتغير حسب علاقة العملات الخمس الكبري وبذلك يحقق نوعا من الاستقرار المالي لإيرادات القناة.. وتابع الفقي قائلا إن متوسط دخل القناة من النقد الأجنبي قبل مشروع التوسيع حوالي 5 مليارات دولار، وفي عام 2016 بلغ دخل القناة 5.2 مليار دولار، وعام 2017 بلغ 5.6 مليارات دولار، وفي العام الحالي تشير التقارير ان دخل القناة سيصل ل6 مليار دولارات، ومن المتوقع ان تصل إيرادات القناة حوالي 10 مليارات دولار بحلول عام 2022 وهو تطور كبير يعكس مدي أهمية المشروع.. وبشكل عام يكون الناتج مرهونا بمعدل النمو في حركة التجارة الدولية وانتعاش الاقتصاد العالمي، فكلما زاد النمو في التجارة الدولية زادت الإيرادات، والقناة في الوضع الحالي يمر منها 10% من حجم التجارة الدولية وهي نسبة كبيرة.. وأضاف الفقي ان من فوائد مشروع قناة السويس الجديدة تخفيف العجز في الموازنة العامة للدولة من خلال دخول الإيرادات إلي البنك المركزي فيزداد احتياطات مصر من النقد الاجنبي فيعزز من قيمة العملة المصرية مقابل العملات الأجنبية خاصة الدولار، كما يقلل ذلك من احتياجات الحكومة في الاستدانة بسبب تخفيف عجز الموازنة، بالإضافة إلي المشروعات الاقتصادية الكبري التي ستتم بعد توسيع القناة وتطويرها. إنجاز كبير واضاف د. رشاد عبده الخبير الاقتصادي ان الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بمجموعة كبيرة من المشروعات القومية في مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة، فبعد ان تولي الرئيس زمام الأمور فاجأ المصريين بمشروعات ستحقق تنمية كبيرة للوطن. وتابع قائلا ان مشروع قناة السويس الجديدة سيحقق الكثير من الفوائد والمزايا علي الاقتصاد المصري، فقد قسم هذه المنطقة الحيوية إلي مناطق لوجيستية وخدمية وتجارية وسياحية، وقد صنفتها الوكالة العالمية للملاحة الدولية كواحدة من أفضل 10 موانئ علي مستوي العالم.. ويؤكد عبده علي انه من خلال التخطيط بشكل علمي مدروس والاستعانة بالخبرات المتخصصة وبالتنسيق مع الشركات العالمية المتخصصة في الترويج نستطيع جذب الشركات التجارية العملاقة للاستثمار، وستدفع هذه الشركات للدولة رسوما يصل مقدارها من 60 إلي 80 مليار دولار بحلول عام 2022-2023.. واشار إلي انه من المميزات الكبيرة لهذا الانجاز هي مشروعات البنية الاساسية التي تقوم عليه مثل الانفاق الجديدة التي تربط محافظة سيناء بباقي المحافظات، بالاضافة إلي السهارة التي ستنقل مياه النيل إلي سيناء، والمزارع السمكية وغيرها من المشروعات.. وقال عبده ان القناة الجديدة ترفع من الناتج المحلي المصري، كما انها تجعل مصر تتحكم في أكثر من 25% من صناعة وتجارة الحاويات علي مستوي العالم، بالإضافة إلي المساهمة في توزيع الخريطة السكانية، فالشركات التي تعمل في المشروع احتاجت إلي عمالة مصرية مما دفع الدولة لبناء مدن سكنية، كما انها ساهمت في علاج مشكلة البطالة وغيرها من النتائج التي تتحقق يوما بعد يوم من خلال هذا الانجاز الكبير. إضافة للاقتصاد بينما اكد الدكتور صلاح الدسوقي »الخبير الاقتصادي» أن مشروع قناة السويس الجديدة استراتيجي ويعتبر إضافة للاقتصاد القومي، واضاف ان توافد الاستثمارات سيكون مؤشرا إيجابيا وسيضيف عائدا لا بأس به في خزينة الدولة، فلولا توسعة مجري القناة لكان أقل مما تم تحقيقه، فهناك إضافة اقتصادية تتمثل في زيادة العائد علي رسوم العبور، غير المنطقة الاقتصادية التي سيتم انشاؤها بطول مجري القناة.. واضاف الخبير الاقتصادي انه من خلال الاستثمارات مثل المشروعات الخدمية والإنتاجية مثل »المزارع السمكية أو الحاويات وإنشاء صناعات بحرية والتوسع في صناعات بناء واصلاح السفن، يساهم ذلك في توفير فرص عمل جديدة ونمو في الاقتصاد الوطني بحيث يكون هناك مناطق صناعية جديدة وتقديم قيمة مضافة وتحقيق إنتاجية كبيرة، فمضاعفة ذلك عدد السفن المارة عبر القناة سينعكس إيجابا علي حركة النقل البحري، ومعها سترتفع حصة القناة من حجم التجارة العالمية المنقولة عبر البحار لأكثر من 30 في المائة. حجر الأساس واكد د. أحمد الشامي خبير اقتصاديات النقل البحري أن مشروع قناة السويس الجديدة لا تتوقف أهميته علي اختصار وقت السفن العابرة فقط فقد كانت أهميته كبيرة وهي بعث رسالة إلي الجميع أن مصر دولة كبيرة وقادرة علي صنع مشروع كبير في حجم قناة السويس مهما كانت ظروفها السياسية والاقتصادية، واضاف الشامي ان القناة الجديدة خفضت تكلفة الشحن بين دول شرق إفريقيا، والخليج وأوروبا، وأيضا بين دول شرق آسيا وأوروبا، وذلك من خلال سرعة النقل التي ستوفرها للسفن، واشار الي ان المشروع اعطي رسالة مهمة إلي المستثمرين بأن مصر تدخل مرحلة جديدة من الاقتصاد من خلال محور قناة السويس وإنشاء الكثير من الصناعات الاستراتيجية داخل هذه المنطقة اللوجيستية.. واكد الشامي ان المشروع جاء في وقته تماما حيث إن هناك تزايدا في حركة الحاويات حول العالم والحاويات تمثل 60%من حجم التجارة عالميا، كما أن قناة السويس استطاعت أن توفر للدولة خلال 11 عاما 207 مليارات دولار، وجميع التقارير الدولية تؤكد انه خلال عام 2035سوف تستحوذ قناة السويس علي 30 % من حجم التجارة عالميا، واختتم بأن القناة حجر الأساس للتنمية في المرحلة المقبلة، .