واصلت الطائرات الإسرائيلية سلسلة اعتداءات علي قطاع غزة لليوم الثالث علي التوالي، وقصفت مخيم "البريج" جنوب مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلي 12 بينهم طفلان وإصابة 40 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية الي جانب العشرات من الجرحي. وقال متحدث عسكري اسرائيلي أنه تم قصف نفقين ومخزن للوسائل القتالية في جنوبغزة. وذكرت مصادر فلسطينية ان 15 شخصا قتلوا في قطاع غزة منذ الخميس بمن فيهم 11 من افراد التنظيمات المختلفة واربعة مدنيين.ومن بين القتلي عماد ابو عابدة احد قيادي سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي الذي استهدفته غارة اسرائيلية في مخيم البريج. كما قتل قيادي ميداني من الوية صلاح الدين. في المقابل، تضاربت الأنباء عن موقف حركة حماس بشأن الهدنة القائمة مع اسرائيل. فقد صدر بيان يشير الي أنها لم تعد ملتزمة بالهدنة التي دامت لأكثر من عامين، ودعت فيه جناحها العسكري المسلح والفصائل المسلحة إلي الرد علي الهجمات الإسرائيلية علي قطاع غزة. وقال إسماعيل رضوان القيادي بحماس إن الفصائل مطالبة بالرد بكل حزم وقوة علي الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال. من جهته، قال طاهر النونو المتحدث الإعلامي باسم حماس، إنه في حال استمر العدوان الإسرائيلي فإن من حق هذا الشعب أن يدافع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة. وأضاف النونو في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه "حتي هذه اللحظة موقفنا الرسمي هو محاولة استعادة الهدوء، وقد جرت اتصالات بين رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وأمير دولة قطرالشيخ حمد بن خليفه آل ثاني في هذا الإطار". وردا علي سؤال حول مدي صحة التقارير التي تقول إن حماس أعلنت عن انتهاء العمل بالهدنة التي كانت قائمة مع إسرائيل منذ حوالي عامين، قال المتحدث باسم حماس: "لم نستمع إلي مثل هذه المواقف ولا يوجد أي بيان رسمي صدر عن حماس بهذا الخصوص". ومن جانبها،أعلنت كتائب الناصر صلاح الدين الجناح العسكري لحركة المقاومة الشعبية مسئوليتها عن قصف مهبط الطيران الإسرائيلي شرق مخيم المغازي الفلسطيني فجر أمس بصاروخ (ناصر 3). وبدورها، أعلنت سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسئوليتها عن قصف بلدة أسدود وبئر السبع وعسقلان ب 11 صاروخ جراد وصاروخين من طراز قدس أمس، تسبب أحدهما في إصابة 10 اسرائيليين في أسدود. من جهة أخري، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن حالة من الفزع والخوف الشديد تعيشها البلدات والمدن الواقعة جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية، مضيفة أن الشوارع أصبحت خالية؛ حيث اختبأ سكان تلك المدن بالملاجئ. في تطور آخر، كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مندوب فلسطين في الاممالمتحدة رياض منصور بالتحرك فورا لعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. في المقابل، اخفق مجلس الامن الدولي في اصدار بيان يستنكر الهجمات علي جنوب اسرائيل بسبب معارضة لبنان اعتبارها اعتداءات ارهابية واصراره علي استنكار اسرائيل ايضا علي خلفية اعمال البناء في المستوطنات. ووصف المندوب الاسرائيلي لدي الاممالمتحدة رون بروسؤور تصرف مجلس الامن بأنه فاضح ،وانه ليس بصدفة ان تسيطر منظمة ارهابية يقصد حزب الله- علي لبنان وهو العضو الوحيد في مجلس الامن الذي عارض اصدار البيان . وبدورها، اعربت نائبة المندوبة الامريكية لدي المنظمة الدولية روزماري ديكارلو عن خيبة املها من عدم اصدار بيان الاستنكار قائلة انه كان يحتوي علي العبارات العادية التي تستخدم لاستنكار اعتداءات ارهابية. اما المراقب الفلسطيني رياض المنصور فقال ان الفلسطينيين يستنكرون قتل المدنيين الابرياء اينما كانوا ولكنه اعتبر انه يجب علي مجلس الامن استنكار قتل مدنيين في غزة والاستيطان الاسرائيلي ايضا.