تعهد رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفي عبدالجليل بتنحي المجلس عن السلطة في فترة أقصاها ثمانية أشهر بعد سقوط نظام القذافي. وقال عبدالجليل في مؤتمر صحفي في بنغازي ان المجلس وضع خريطة طريق للفترة الانتقالية التي تلي سقوط القذافي »بطلب من المجتمع الدولي« مشيرا إلي ان هذه الفترة الانتقالية لن تتخطي 02 شهرا سيواصل خلالها المجلس الانتقالي العمل علي مدي 8 أشهر علي الأكثر.. واضاف انه ستتم دعوة الليبيين بعد ذلك إلي انتخاب مجلس وطني سيعين لجنة تكون مهمتها صياغة الدستور الجديد. وأوضح ان مسودة الدستور ستطرح للاستفتاء العام، وان العملية بأكملها ستجري تحت إشراف الأممالمتحدة. ونفي مصطفي عبدالجليل إجراء أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع نظام القذافي كما نفي وجود مفاوضات مع الوفد الخاص للأمم المتحدة إلي ليبيا عبدالإله الخطيب. ونقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية عن »الخطيب« قوله انه التقي في تونس مع ممثلين لكل من النظام الليبي والمجلس الوطني الانتقالي لكن »دون إجراء أي مفاوضات أو مباحثات رسمية معهم. ولم يوضح الخطيب ما إذا كانت هذه اللقاءات قد عقدت بشكل منفصل أم جماعي.. جاء ذلك في الوقت الذي اكدت فيه المعارضة الليبية ان حربها ضد نظام القذافي دخلت »مرحلة حاسمة« متوقعة »النصر« بنهاية شهر أغسطس الجاري.. وأعلن الثوار أمس سيطرتهم الكاملة علي مدينة »صبراتة« الساحلية غرب طرابلس، وكان الثوار قد اعلنوا سيطرتهم علي »معظم أجزاء« مدينة الزاوية لكن المعارك لاتزال دائرة حول وسط وشمال شرق المدينة التي لايزال جزء منها يخضع لسيطرة كتائب القذافي حيث يقول معارضون انه يستخدم احد مستشفيات المدينة كقاعدة عسكرية. وسمحت السيطرة علي الزاوية ومدينتي »صرمان« و»غريان« للثوار بالتحكم في جزء من الطريق الساحلي وقطع خط الامدادات بين تونسوطرابلس.. وذكرت وكالة رويترز في تحليل لها ان معركة السيطرة علي ليبيا دخلت مراحلها الأخيرة وبات لزاما علي القذافي ان يختار بين أمرين، إما السعي عبر المفاوضات لتأمين خروجه من البلاد وإما الدفاع عن عاصمته حتي آخر رصاصة.. وقالت الوكالة ان الثوار تحدثوا بحماس عن الهجوم علي العاصمة كخطوة مقبلة لكن محللين قالوان قادة المقاتلين لن يفضلوا هذا الخيار لان أي قتال للسيطرة علي طرابلس سيكون داميا للغاية وسيكون السيناريو الأسوأ للاحداث.. وأوضح ديفيد هارتويل محلل شئون شمال أفريقيا والشرق الاوسط في مؤسسة جينز للاستشارات الأمنية والدفاعية ان الخطة ستتمثل في عزل العاصمة والبدء في ممارسة الضغط عن طريق قطع الامدادات مما قد يؤدي إلي انقسامات بين عناصر الكتائب وفي صفوف الأجهزة الأمنية أو حدوث انتفاضة من الداخل. ويري محللون ان القذافي من المحتمل ان يقرر في هذه الحالة التفاوض بشأن خروجه من البلاد وقد يشمل الاتفاق نفيه وأسرته إلي دولة لن تسلمهم للمحاكمة.