عند عرض خطة إدخال خدمات الصرف الصحي لقري هذه الدولة قال وزير الإسكان إن لدينا 4740 قرية في مصر ويمكننا القول إنها حوالي 5000 قرية بإضافة العزب والنجوع الكبيرة والقريبة بخلاف حوالي 250 مدينة كبيرة وصغيرة. والمكان الطبيعي لقصور الثقافة ومراكز الشباب هناك في هذه القري وليس في العاصمة المكتظة بمنشآت ومرافق الثقافة من مكتبات ودور سينما وأوبرا والصحف العامة والخاصة وليس في الإسكندرية والجيزة وعواصم المحافظات وإنما في هذه القري خاصة البعيدة التي ليس بها مراكز شباب أو قصور ثقافة علي أي مستوي. ولن تستطيع الدولة أن تنشئ 4740 أو 5000 مركز شباب دفعة واحدة باعتبار الموجود لا يصلح وإنما يجب تقسيم هذا العمل علي مراحل مع إعطاء أولوية للقري البعيدة والحدودية والبدوية مع وضع تصميم موحد بقدر الإمكان لهذه المراكز مع إعطاء الطابع المناسب للبيئة في كل مركز شباب ومركز الشباب في البيئة البدوية سوف يختلف إلي حد ما عن المركز في الدلتا أو المناطق الزراعية. والأمر كذلك بالنسبة لقصور الثقافة التي ليس لها أي وجود فعلي في القري المحتاجة لذلك ولو سئل مواطن في قرية بعيدة عن أضواء العواصم في القاهرةوالمحافظات عن معني كلمة الثقافة أو مكوناتها لما أجاب. وإذا كان الهدف من إنشاء مراكز الشباب هو العناية بالشباب بدنيا وشغل أوقات فراغهم فإنه يلزم العناية بالشباب ثقافيا وفكريا وأخلاقيا وهو ما يستدعي دمج مراكز الشباب مع قصور الثقافة والتعاون بين الوزارتين لرعاية شباب مصر والحفاظ عليهم. ويجب البحث من الآن في كيفية توحيد جهود وزارتي الشباب والثقافة وربما تنضم إليهما وزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف مع مراعاة إنكار الذات لصالح الشباب والوطن وغرس مفاهيم المواطنة والسماحة وإعداد الشباب المتميز رياضيا وثقافيا وعلينا أن نسمح بتواجد الفتيات في هذه المراكز والقصور دون الإخلال بمكارم الأخلاق والاحترام. مراكز الشباب الناجحة وقصور الثقافة المندمجة معها ستجذب الشباب بعيدا عن الكافيهات والشيشة وإهدار الوقت ويجب أن تكون هذه المراكز المشتركة وسط الكتلة السكنية حتي لا يتكاسل الشباب عن الذهاب إليها أو تكون في قلب المناطق الصناعية حيث كثرة العمال. ونحن مع المناطق الخدمية المتكاملة التي عرضت علي السيد الرئيس بمساحة 60 فدان للواحدة وذلك يوم السبت 14/7/2018 والمنطقة تضم أنشطة خدمية متنوعة نود أن نضيف إليها جميع مكونات مركز الشباب وقصر الثقافة وأن يوضع لهذه المناطق نظام حازم للإدارة علي أن يبدأ إنشاؤها في المدن الجديدة الصحراوية ولدينا منها الآن حوالي 40 مدينة جديدة ولابد أن يكون للمنطقة الخدمية مدير أو رئيس واحد بدرجة رئيس حي وله سلطة التنسيق والمحاسبة. مركز شباب وثقافة في كل قرية لا يقل أهمية عن مياه الشرب والصرف الصحي.