يعد د. محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة بالأزهر من اشد المتحمسين لتطبيق التكنولوجيا الحديثة لخدمة الثقافة الإسلامية والعملية التعليمية في جامعة الازهر في هذا الحوار يكشف أهمية مواكبة العصر ويعرض الجديد فيما يتعلق بتحديث المناهج. في البداية سألناه كيف نوظف وسائل التكنولوجيا الحديثة في خدمة الثقافة الإسلامية؟ التكنولوجيا الحديثة والدعوة من صور التجديد الواجبة في هذا العصر، فيجب أن يهتم الدعاة إلي الله بتوظيفها في الدعوة، لمواكبة العصر الذي نعيش فيه، والداعية الناجح والموفق لا يدع وسيلة لعرض رسالته ودعوته إلا استعملها وهو يستفيد من كل ما أتيح له من وسائل حديثة عبر القنوات الفضائية وعبر شبكة المعلومات الدولية وثمة العديد والعديد من الوسائل من أبرزها فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، والمدونات، والرسائل، وجميعها يمكن استخدامها في العديد من الخدمات،وربما أهم حملات التغيير والدعوة عبر التكنولوجيا العصرية حملتا »لا للتحرش» و»شيل إيدك» اللتان تهدفان لنشر الفضيلة في المجتمع، ومحاربة التحرش الجنسي واللفظي في الشوارع وعلي الانترنت، واستخدم فيسبوك لتوظيف فكرة هذه الحملات والذي ساهم في انتشارها ونجاحها بشكل كبير. • هل تم توظيف مستحدثات التكنولوجيا في الكلية ؟ نعم حيث توجد الآن في كلية الدعوة قاعات محاضرات مجهزة ب»داتا شو» بكل قاعة لعرض الملفات المختلفة مثل الباور بوينت والوسائط المتنوعة علي شاشة العرض في المحاضرات، ويوجد موقع رسمي للكلية تبث عليه ومن خلاله كل أخبار الكلية،وأري العديد من طلاب الكلية وخريجيها يقومون بتوظيف السوشيال ميديا في النشاط الدعوي ما يجعلني سعيدًا جدًا. البعض يشير إلي أن المناهج في الأزهر عقيمة خالية من التجديد فما رأيك.. وكيف يتم تحديث المناهج؟ عقم المناهج أسطوانة مشروخة يطلقها غالبًا من لا دراية لهم بالأزهر ولا بمناهجه ولا بمقرراته، وغير متابعين لما يحصل داخل هذه المؤسسة العلمية العريقة، فعمليات تطوير المناهج تمضي علي قدم وساق، ويتم عقد لجان علي أعلي مستوي بقيادة وتوجيه الإمام الأكبر ووكيل الازهر وكبار أساتذة جامعة الأزهر والخبراء والمعنيين وعلي امتداد عامين كاملين تم تطوير هذه المناهج وتحديثها ومراجعتها والدفع بها للمطابع وأصبحت بين أيدي الطلاب، وكذلك الأمر بالنسبة للجامعة والكليات العملية أو النظرية. وما هي المناهج المستحدثة في العام المقبل؟ عملية تحديث المناهج لها معنيان، أولهما: إيجاد مناهج دراسية بمقررات جديدة وأنشطة لم تكن موجودة من قبل، وهذا تم بالنسبة لنا من خلال إدخال مقررات عن الإعلام، وثانيهما: أنه توجد بعض المناهج الدراسية الموجودة بالفعل وقد روعي في توصيفها تجددها المستمر بحيث تواكب وتلاحق كل القضايا الثقافية والدعوية والاجتماعية الجديدة، مثلا »قضايا دعوية معاصرة » فهذا المقرر بطبيعته وفِي أصل تكوينه وفلسفته يدور حول تتبع كل القضايا الناشئة والجديدة وإحاطة الدارس. الأزهر وإمامه الأكبر يرفضان مصطلح »الأقلية» رغم الاعتراف به عالميا؟ الأزهر يرفض هذا المصطلح لأنه يحمل في طياته بذور الإحساس بالعزلة والدونية ويمهد للفتن، كما أن »الأقلية» هي مفهوم جديد في الفقه والحضارة الإسلامية التي لم تعرف مصطلح الأقلية بمعناه الشائع في العلوم الاجتماعية، والذي يشير إلي مكانة أدني في التراتب الاجتماعي مستندة إلي أسباب متصلة بمخالفة الأقلية للأغلبية في أحد المقومات الطبيعية أو الثقافية،كما صرح الإمام الأكبرإننا »نرفض استخدام مصطلح الأقليات للإشارة إلي المكونات الاجتماعية لانه مصطلح يحمل بذور الإحساس بالعزلة والدونية ويمهد للفتن والانشقاق ولان كلمة الأقليات تودي إلي التمييز والتشاحن»،والإسلام لا يعرف التمييز بين الناس علي أساس الاختلاف في المقومات الطبيعية كاللون والجنس والعرق وشعار الإسلام هو »التعارف» بأوسع معانيه ومستلزماته.