كنا نود »نحن هيئة المحكمة« أن تواصل المحكمة عملها يوما بيوم، ولكن ما حدث بالامس، واليوم، يتطلب جهدا يفوق كل جهد، ويتعدي كل طاقة،..، حيث لا يستطيع بشر أن يسمع أكثر من مائة شخص في نفس الوقت. بهذه الكلمات المحددة والواضحة استهل المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة حديثه في بداية الجلسة الثانية من محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه، والتي انعقدت في أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة امس. ثم اضاف القاضي في حزم هادئ »لن نباشر العمل الا بعد الهدوء التام« وكان موجها حديثه في ذلك الي جموع المحامين الحاضرين الموكلين عن المدعين بالحق المدني، والذين احتشدوا داخل قاعة المحكمة، وأحدثوا نوعا من اللغط والهرج، والشد والجذب فيما بينهم بصورة رأت فيها المحكمة خروجا علي مقتضيات الهدوء والالتزام الواجب توافرهما للسير في نظر القضية. ولم يكتف رئيس المحكمة بذلك بل استطرد موضحا، وحاسما »القضية كما ترون حضراتكم تحتاج الي جهد كبير ويجب علي السادة المحامين الموكلين عن المدعين بالحق المدني، وكذلك الموكلين بالدفاع عن المتهمين ان يعينوا المحكمة علي اداء رسالتها علي الوجه الأكمل، بما يرضي الضمير، ومن فوقه الله سبحانه وتعالي، وأي معوق يعوق سير العدالة، سيكون له آثار سلبية«. ويؤكد القاضي رسالته بقوله ان المحكمة لا ترجو ولا تلتمس، ولكنها تعلن هذا امامكم، لقد استجبنا لطلباتكم بصدر رحب وزللنا جميع العقبات، وكنا نود استمرار الجلسات، والسير في نظر الدعوي يوما بيوم، انطلاقا من ايماننا بأن المدعين لهم حق في رقبتنا، وايضا المتهمون لهم حق في رقبتنا امام الله سبحانه وتعالي،. هكذا تحدث رئيس المحكمة مؤكدا علي معني واحد.. وهو انه لا رقيب عليه سوي ضمير القاضي، ومن فوقه رقابة الله سبحانه وتعالي. ونحن نقول »حقا أن في مصر قضاه«.