نحن جميعاً لدينا أحذية، ولكننا نلبسها في اقدامنا ولا نجعلها بديلاً لعقولنا، او نستخدمها وسيلة للحوار كما حدث من البعض في لقاء سياسي جماهيري قبل أيام فأساءوا لانفسهم وللجماعات التي ينتمون اليها ابلغ إساءة!! لدينا أحذية.. ولكن لدينا أيضاً عقول تفكر، وقلوب يملؤها الايمان بأن هذا الوطن لن يكون أبداً إلا بلداً آمنا، ودولة يحكمها القانون وشعبا علم الدنيا كلها كلمة التوحيد وقيمة التسامح وكرامة الانسان. لدينا أحذية.. ولكن لدينا بصيرة أكرمنا الله بها، تعرف أننا إخوة في هذا الوطن الذي أمرنا الله بعمرانه، وتدرك ان الخلاف في الرأي وارد وأن الحوار وحده هو الطريق للتعامل معه، وان الضعيف والجاهل والاحمق هو الذي يرفض تنفيذ أمر الله بأن »تجادلهم بالتي هي أحسن«! لدينا احذية.. ولدينا ايضا يقين بأن مصر لن تكون أبداً نسخة من الصومال أو أفغانستان كما يريد هؤلاء الذين اعتبروا عموم المصريين من »شياطين الانس« وحكموا بتكفير كل من رفض هذه الافكار المريضة، وكما يخطط من رفعوا الرايات السوداء في ميادين التحرير أو في قلب سيناء متصورين - عن حماقة او جهل أو خيانة - انهم قادرون علي ضرب وحدة وطن من أرادة بسوء قصمه الله. لدينا احذية.. ولدينا ضمير وطني صنعته حضارة عمرها آلاف السنين، وكنيسة ضربت المثل في الانتماء لهذه الارض، وازهر شريف هو منارة الاسلام علي مدي العصور.. ولو كره المنافقون والادعياء ورافعوا الرايات السوداء! لدينا أحذية.. ولدينا صبر طويل علي من أجرموا في حق الوطن ثم اعلنوا التوبة، ومن استحلوا القتل والسلب والنهب ثم طلبوا المغفرة، ومن انتصروا للظلم وتحالفوا مع الفساد والاستبداد، ورفضوا المشاركة في الثورة ثم جاءوا اليوم ليختطفوها - ويأخذوا الوطن إلي ظلام العصور الوسطي - ويعلنوا الحرب علي كل من يريد مصر دولة لكل ابنائها يبنونها بالعلم والايمان، وبالعدل والديمقراطية. لدينا أحذية.. ندوس بها علي الأشواك تحمينا من العقارب ونحن نبني مصر التي نحلم بها ونطارد خفافيش الظلام! جلال عارف