شيع العشرات جنازة الشهيد الوحيد لموقعة العباسية محمد محسن »32 سنة« من مسجد مستشفي معهد ناصر بعد أن توفي صباح أمس بسبب إصابته بنزيف في المخ أدي إلي وفاته.. وقد تجمع المشيعون أمام المستشفي وقاموا بالصلاة علي الجثمان وبعدها غادر الجثمان من مطار القاهرة إلي مسقط رأسه أسوان علي متن طائرة مصر للطيران لدفنها في مقابر الأسرة. محمد ابن أسوان جاء إلي القاهرة منذ 3 أسابيع للمشاركة في اعتصام ميدان التحرير ضمن وفد الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية ولم يكن يتوقع ان تكون نهايته في موقعة العباسية ولم تكتمل فرحته بعد أن تلقي خبر نجاحه بالسنة الثالثة بكلية العلوم الصناعية بجامعة سوهاج قبل 3 أيام من إصابته التي أدت إلي وفاته.. السخط الشديد سيطر علي أسرة الشهيد محمد محسن بعد أن عرفوا أن تدهور حالته الصحية التي أدت إلي وفاته جاءت نتيجة تأخر تلقيه العلاج بعد أن رفضت إدارة مستشفي الهلال وقصر العيني استقباله بحجة عدم وجود أماكن بالعناية المركزة ليتأخر عدة أيام في تلقي العلاج رغم اصابته الشديدة ووجوده في حالة غيبوبة.. أسرة الشهيد دخلت في مشادة كبيرة مع مسئولي مستشفي معهد ناصر بعد اصرار المستشفي اخراج الجثة وتحويلها لمشرحة زينهم رغم وجود موافقة من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام علي انتقال وكيل نيابة الوايلي ودكتور الطب الشرعي إلي معهد ناصر لإنهاء إجراءات الدفن تقديرا لحساسية الموقف لتنتهي الأزمة بتنفيذ توصيات النائب العام وإنهاء إجراءات استخراج تصريح الدفن بمعهد ناصر. وأكد أعضاء الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية علي إقامة جنازة رمزية اليوم بعد صلاة الجمعة من مسجد عمر مكرم.. يحضرها مجموعة كبيرة من شباب الثورة كتقدير للشهيد. »الأخبار« التقت مع ابن عم الشهيد محمد علاء فيقول إن أسرة الشهيد متدينة وأن الشهيد محمد من منبت أصيل وداوم علي حفظ القرآن وأداء الصلاة وقد أراد أن يخدم بلده بأي طريقة فاختار الاشتراك في الاعتصام الذي بدأ 8 يوليو الماضي إلا ان القدر لم يمهله فخرج في المسيرة إلي العباسية رغم اعتراض والديه اللذين طلبا منه الاعتصام فقط في الميدان وعدم الخروج في مسيرات.. واتهم علاء أصحاب الحركات المدفوعة من الثقافات الغربية مسئولية مقتله حيث انهم تسببوا في تنظيم تحركات غير محسوبة العواقب وزجت بالعديد من الشباب الذي أراد الحرية لبلده وليس الصدام مع الجيش. وأكد عبدالرحيم أحد الأصدقاء المقربين للشهيد والذي حضر معه من أسوان انه رغم قيام الثورة فإن الاهمال مازال متمكنا من بعض المؤسسات الصحية والمستشفيات حيث رفضت عدة مستشفيات استقبال الشهيد رغم تدهور حالته واتهم معهد ناصر بإهمال حالة النزيف التي كان يعاني منها صديقه قبل ان يتوفي علي سريره.