مبارك داخل قفص الاتهام . والعبارة قد تسمعها الأذن وقد تقرأها العين في صدر صفحات الصحف ، فلا يكون لها نفس التأثير عند رؤية مبارك داخل قفص الاتهام بشحمه ودمه كما يقولون ، الأمر يختلف بشكل جذري . حتي اللحظات الأخيرة التي سبقت موعد بدء المحاكمة لم أكن أصدق أنني سأشاهده في المحكمة وليس في قفص الاتهام !. كنت أقول لنفسي أن أمرا ما سيحدث وسيترتب عليه عدم مثول مبارك أمام المحكمة ، كتعرضه لنكسة صحية مفاجئة أو أي أمر يمنع إحضاره !. وظل الشك يتملكني حتي مع الكشف عن وصول الطائرة الطبية المجهزة إلي شرم الشيخ مساء أول أمس لنقله للقاهرة ، ورغم كل الإستعدادات لتأمين نقله من شرم وباقي المتهمين من سجن المزرعة ، وفيهم نجلاه جمال وعلاء ، والتي بدأ تفعيلها بشكل ملموس خلال الساعات القليلة قبل المحاكمة. مثول جميع المتهمين وفي مقدمتهم الرئيس السابق ونجلاه ودخولهم جميعا قفص الإتهام ، والذي ضم معهم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه ، جاء ليؤكد الحقيقة التي حاول البعض التشكيك فيهاو استغلالها فيما هو ضد مصلحة الشعب والوطن . ما شاهده الشعب بالأمس يؤكد أن لا أحد فوق القانون في مصر. هذه الحقيقة ربما تزعج البعض لأنهم فقدوا وسيلة كانوا يستخدمونها لبث الشك والفرقة بين ابناء الشعب . فهل سيتوقفون؟ أشك .