انتشرت قوات الجيش السوري المدعومة بالدبابات في مناطق جديدة بمدينة حماة أمس وواصلت قصف المدينة، وذلك بعد يوم من مقتل نحو 24 شخصا في أنحاء مختلفة من البلاد في اول أيام شهر رمضان بينهم 10 في حماة و6 في ضاحية عربين بدمشق وثلاثة في حمص واثنين في البوكمال واثنين في اللاذقية وشخص في مدينة المعضمية القريبة من العاصمة، بحسب ناشطين. وأوضح ناشطون ان نيران اسلحة ثقيلة استهدفت خلال الصباح مناطق في حماة بعد قصف مكثف خلال الليل وصف بأنه الأعنف الذي تشهده المدينة وقالوا إن ثمانية دبابات وعدة حاملات جند مدرعة تقدمت من المدخل الغربي للمدينة نحو 700 متر واتخذت مواقع بالقرب من منازل وأبنية في منطقة ميدان كازو، وأشاروا إلي أنه تم تعزيز القوات أيضا في الجانب الشرقي من المدينة حول السجن المركزي في حماة وهو سجن مكتظ بالمعتقلين. وقال سكان إن الدخان كان يتصاعد من مبني السجن خلال الليل حيث سمع اطلاق نار متقطع. وذكر ناشطون ان احدي القذائف سقطت علي مقر قصر العدل بوسط المدينة مما اسفر عن حريق ضخم ادي إلي احراق معظم المبني الذي يضم عدة محاكم إلا أن وكالة (سانا) السورية الرسمية ذكرت ان "مجموعة مخربة" اقتحمت القصر واضرمت النيران في بعض اقسامه. في تطور اخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاجهزة الامنية تنفذ حملة شرسة جدا في المعضمية وأشار إلي ان الأمن يهاجم المصلين في المساجد بالرصاص الحي ". واوضح ان هناك نحو 2500 عنصر مدججين بالأسلحة يسدون الطرقات ويحاصرون أحد المساجد. وأوضح المرصد ان عشرات الآلاف خرجوا بعد صلاة التراويح في حمص تضامنا مع حماة وداعين لاسقاط النظام، واصفا تلك المظاهرات بالاضخم منذ بدء الاحتجاجات، وقال نقلا عن اهالي ان اطلاق نار كثيفا سمع اثناء تفريق متظاهرين. كما أشار ناشطون إلي خروج آلاف المتظاهرين في مدينة الكسوة والسلمية بريف دمشق. واوضحوا أن منطقة الزبداني بريف دمشق محاصرة تماما حيث اغلقت المداخل والمخارج. في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة إن رجال الأمن السوري احتجزوا لفترة قصيرة القيادي في المعارضة رياض سيف في مطار دمشق ومنعوه من التوجه للعلاج إلي المانيا للعلاج من السرطان. علي الصعيد الدولي، استدعت ايطاليا أمس سفيرها لدي دمشق للتشاور بهدف "توجيه رسالة ادانة قوية للقمع غير المقبول" في سوريا. وقالت انها ستعلق البرامج التعاونية مع دمشق كما دعت الخارجية الايطالية الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي إلي استدعاء سفرائها لدي سوريا، لكن اسبانيا وبريطانيا وبلجيكا قالت انها لا تعتزم القيام بخطوة مماثلة في الوقت الحالي. وقال الاتحاد الأوروبي ان سفيره سيبقي في سوريا لمراقبة ما يحدث علي الأرض. في الوقت ذاته، بدأ أمس تطبيق العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الاوروبي علي مقربين للنظام السوري، ورحبت بريطانيا بتلك الخطوة مشيرة إلي ان الاتحاد سيواصل مساعيه لفرض عقوبات جديدة. وذكرت الصحيفة الرسمية للاتحاد أن العقوبات الجديدة تشمل وزير الدفاع السوري علي حبيب ورئيس جهاز الأمن الداخلي ورئيس المخابرات في حماة إضافة إلي محمد مخلوف خال الرئيس السوري وايمن جابر المرتبط بميليشيات الموالية للنظام. واعتبر الاتحاد الأوروبي ان حماة شهدت "مذبحة" عشوائية للمدنيين. من جهتها، كثفت الولاياتالمتحدة من ادانتها لعمليات القمع في سوريا وقالت واشنطن انها تدرس احتمال فرض مزيد من العقوبات علي دمشق. وقال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن واشنطن تريد الضغط علي النظام السوري سياسيا ودبلوماسيا لكنه اوضح انه ليس هناك مؤشر علي امكانية حدوث تدخل عسكري امريكي.