أوفت مصر بوعدها باعادة فتح معبر رفح البري طوال شهر رمضان امام المسافرين لتخفيف العبء علي ابناء الشعب الفلسطيني. واستقبل آلاف الفلسطينيين قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بفتح المعبر بشكل استثنائي طوال شهر رمضان بمشاعر الفرحة والسرور واعتبروه قرارا ليس جديدا علي مصر التي تقف دوما إلي جانب الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن القرار جاء بمثابة طوق النجاة لأهالي غزة من الحصار الخانق عليهم. وقالت مصادر بمعبر رفح ان اسلوب العمل اليومي منذ بدء تشغيل الميناء في 12 مايو الجاري يبدأ من الساعة التاسعة صباحا بما يسمح بعبور المسافرين من والي قطاع غزة، وكذلك عبور الجرحي والمصابين واستقبال المسافرين وفق عمليات التنسيق التي تجري من الجانبين المصري والفلسطيني لدخول الأراضي المصرية سواء القائمين برحلات علاج في المستشفيات والمراكز الطبية بالقاهرة ومختلف المحافظات بالاضافة إلي الزيارات او الحالات الإنسانية وحاملي الاقامات في الدول العربية والاجنبية، كما تم تدفق أعداد كبيرة من الفلسطينيين العالقين في الجانب المصري سواء الحالات الإنسانية أو المرضي حيث يتم إنهاء إجراءات عبورهم إلي قطاع غزة عن طريق ميناء رفح البري. ورصدت »الأخبار» مشاعر السعادة الفلسطينية بالقرار، واستمعت إلي القصص الإنسانية من أصحابها الذين جاءوا إلي مصر لمواصلة رحلة العلاج أو الانتقال لأماكن عملهم وإقامتهم في بلدان أخري عربية واجنبية ، او لزيارة أهلهم لقضاء شهر رمضان المبارك مع ذويهم اوحتي- زيارة أصدقائهم في مصر، بعد قيام الأجهزة العاملة بميناء رفح البري بتقديم جميع التيسيرات والتسهيلات لهم. وفجر القرار شلالا من العواطف الجياشة تجاه مصر، وشعبها، والقيادة السياسية. وقال علي الاغا من غزة ان تشغيل ميناء رفح يمثل بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين طوق النجاة حيث ان الفرصة سانحة الآن أمام الفلسطينيين سواء المرضي لاستكمال علاجهم اوحاملي الاقامات بالسفر إلي مقار عملهم واستكمال الطلبة لفصولهم الدراسية بالجامعات بالإضافة إلي الحالات الانسانية وكذلك القائمون بزيارات للاهل في الجانبين في ملحمة انسانية تجمع الاهل مع ابنائهم في ايام الشهر الفضيل المفعم بالروحانيات والتقرب الي الله ،وسط صحبة الاهل ودفء مشاعر الوطن في غزة. أكبر دولة عربية كما قال أبو أقرع -مقيم في العريش ان قرار الرئيس السيسي بفتح المعبر يمثل خطوة هامة في حياة الشعب الفلسطيني، ويؤكد بان مصر اكبر دولة عربية في الشرق الاوسط بما لها من دور محوري في المنطقة، واضاف انه تمكن اخيرا من رؤية احفادة بعد غياب عام ونصف في قطاع غزة بسبب الاغلاق المتكرر للميناء، وتمني أن تنشط العلاقات الاقتصادية وان يتم تصدير المنتجات المصرية الي قطاع غزة لتزويد الأسواق باحتياجات الفلسطينيين والحصول عليها بأسعار معقولة ومناسبة. أما هبة حمدي - فتاة فلسطينية ارتسمت الفرحة علي وجهها لدي خروجها من المعبر مع والديها الفلسطينيين وقالت: أتيت لزيارة أقاربي في مصر والتعرف عليهم بعد سنوات لم تتمكن خلالها من زيارة مصر. واعتبر عدنان سلامة - خان يونس ان قرار الرئيس السيسي باستمرار تشغيل المعبر قرار تاريخي يحسب لمصر، فهو حق للشعبين المصري والفلسطيني في تحقيق طموحاتهم وامالهم، خاصة واننا كنا نطالب باعادة فتح ميناء رفح امام الفلسطينيين، وقال ان هناك قناعة تامة لدي ابناء الشعب الفلسطيني في ان مصر قادرة علي ان تغير الواقع الذي نعيشه منذ سنوات بسبب تعنت اسرائيل من اجل الحصول علي حريته في التنقل من والي قطاع غزة، وأشار الي ان الانفتاح علي العالم يمثل بارقة امل في ان الشعب الفلسطيني سيحصل علي حريته والتي سيكون لمصر دور محوري في هذه الخطوة. وتوقعت ميسر علي » مدرسة علي المعاش » من غزة أن الأيام القادمة ستشهد انفراجة بين الفلسطينيين خاصة وان تحركهم لم يعد عليه قيد أو شرط، وأضافت أن القرار يؤكد علي أواصر الصداقة والمحبة بين الشعبين المصري والفلسطيني.. وقالت انها تعشق مصر وتحب ان تعيش بين أبنائها ،خاصة ان لها صداقات قديمة في العريشوالشرقيةوالمنصورة وان هناك جذورا فلسطينية لها في المنصورة وكذلك الشرقية ويري الفلسطينيون أن فتحه سينعش الاقتصاد في قطاع غزة. كما قال أحمد محمد من خان يونس انه سعيد جدا ا بهذا القرار الذي أعاد البسمة علي وجوه الفلسطينيين وأعطي لهم الأمل بالتنقل والسفر بحرية ،وربما تكون خطوة جديدة أيضا في العلاقات الاقتصادية لتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني عن طريق المنافذ حتي يشعر أبناء الشعب الفلسطينيين انهم يعيشون في وطن بدون حصار، وقال أن جهود المصالحة التي ترعاها مصر تؤكد علي أن المستقبل مشرق بالنسبة لأبناء الشعب الفلسطيني بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وحقوقها المشروعة وعودة اللاجئين بدلا من ضياع الوقت في الانقسامات، وعامة هي خطوة جادة لإعادة إحياء القضية الفلسطينية وبدء خطوات الحوار من جديد بتيسيرات كبيرة. ووصف محمد أبو لبدة من دير البلح أن قرار تشغيل الميناء بشكل دائم قرار جريء وشجاع ويعتبر بداية عملية لفك الحصار علي قطاع غزة.. وقال أن مستشفيات غزة تنقصها الأجهزة الطبية وكذلك أنواع كثيرة من الأدوية ويأمل أن يكون قرار فتح المعبر وسيلة لدخول الأجهزة الطبية وتزويد المستشفيات بمدن لقطاع بنوعية الأجهزة المطلوبة لعدم توافرها. المصابون الفلسطينيون ومن جانبه قال الدكتور عربي عبد العال وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء والذي كان علي رأس وفد طبي بمعبر رفح لاستقبال الجرحي والمصابين الفلسطينيين ان مستشفي العريش العام استقبل الجرحي الفلسطينيين لتلقي العلاج بمستشفي العريش العام وبعضهم تم نقله الي معهد ناصر لتلقي العلاج المناسب. وقال انه تم إعلان حالة الطواري القصوي ورفعة درجة الاستعداد انتظارا لاستقبال المصابين الفلسطينيين حسب تعليمات وزير الصحة لاستكمال علاجهم بمستشفيات رفح المركزي والشيخ زويد والعريش العام وبئر العبد المركزي. وقدم المصابون الفلسطينيون الشكر للرئيس السيسي علي فتح المعبر . وقال أحمد مروان، 25 سنة، مدرس لغة إنجليزية ومترجم، إنه خلال مسيرة (حق العودة) التي نظمها أبناء غزة علي الحدود مع الأراضي المحتلة، أصيب بطلق ناري متفجر في القدم اليسري، وتم نقله إلي مستشفي العريش العام، حيث يتلقي العلاج. وقال انه قبل اصابته كان يشارك في نقل الجرحي لوجود درايه له بالإسعافات الأولية، وشاءت الأقدار أن يصاب بطلق في القدم، وتم تحويله لمستشفي الشفاء في غزة، وكان أمامه قائمة انتظار لإجراء 350 عملية جراحية، لذلك تم تحويله إلي مصر، حيث إن الطلق الذي أصيب به متفجر، وأدي إلي تهتك في القدم.واشاد بالتيسيرات التي قدمتها مصر من اجل المصابين للعلاج في المستشفيات والمراكز الطبية بالقاهرة.