يبدو ان الثورة المصرية لم تعد فقط "بعبع" للنظم الديكتاتورية والشمولية .. ولم تصدر ثورتها وشعاراتها لعدد من الدول العربية فقط ..بل شجعت حتي الاسرائيليين المحتلين للقيام بما سمي "ثورة الخيام" وخروج اكثر من 20 الف اسرائيلي معطمهم من الشباب ليهتفوا "الشعب يريد إسقاط نتنياهو"! احتجاجا علي الغلاء الفاحش في أسعار السكن وغيره من مساوئ السياسة الاقتصادية والاجتماعية لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة. البداية كانت منذ مايقرب من اسبوعين عندما اقام 20 شخصا خمس خيام في أحد ميادين تل أبيب احتجاجا علي ارتفاع أسعار السكن. وتزايدت الأعداد سريعا إلي نحو ألفي خيمة انتشرت في 15 مدينة من شمونة علي الحدود اللبنانية في الشمال وحتي بئر السبع في الجنوب. و دعا المنظمون لتطوير احتجاجاتهم متأثرين بروح "ثورة 25يناير" داعين عن طريق الفيس بوك الي مظاهرة تضم الالاف مما حول ميدان مسرح "هبيما" في قلب تل أبيب الي "ميدان تحرير" يقود إلي إسقاط نتنياهو..وكعادة الديكتاتوريين وجه النظام الاسرائيلي واعوانه اتهامات للمحتجين بأنهم يمثلون"اليسار المتطرف" ويقبضون دعما ماليا من جهات أجنبية معروفة بتمويل جمعيات تدعم الإرهاب الفلسطيني! .. ولم يهتم الشباب الاسرائيلي بما يقولون واستمروا في مظاهراتهم بمشاركة عدد من السياسيين كان أبرزهم المستشار الشخصي السابق لنتنياهو والكاتب الرئيسي لخطاباته.. فقد حضر مع خيمته واستقر في الميدان. لا اعتقد ان ما حدث في تل ابيب الأسبوع الماضي ببعيد عما حدث في العريش اول امس عندما هاجم قسم العريش ثان ملثمون يرتدون زيا موحدا اسود ويرفعون شعارات دينية مستخدمين الاسلحة الالية واستشهد في المعركة نقيب من القوات المسلحة وآخر من الشرطة و3مواطنين واصيب 19 مصريا من الجيش والشرطة والشعب وخاصة ان عددا من المقبوض عليهم- كما قال شهود عيان- لهجتهم غير مصرية. ليس ماحدث في العريش فقط هوما يدفعني لأشير بأصابع الاتهام الي اسرائيل وغيرها فقد جاءت الاحداث بعد يومين فقط من تنفيذ رجال جيشنا الثالث المناورة" بدر 2011" بالذخيرة الحية والتي اكدت مدي كفاءة جيشنا القتالية في مواجهة عدوه وخاصة ان القوات المشاركة في المناورة كانت قبل ايام في الشارع تؤمن المنشآت في السويس وجنوب سيناء ..ولم يؤثر ذلك علي مهمتها الرئيسية وهي التصدي لأي عدوان من الاتجاه الشمالي الشرقي .. كما تتواكب مع ما حدث من مظاهرة ميدان التحرير في نفس اليوم والتي اطلق عليها "جمعة لم الشمل " وتحولت بقدرة قادر الي استعراض مدبر للقوة من التيارات والقوي الدينية والتي رفعت شعارات تنادي بدولة دينية تحت مسمي اسلامية..وهو ما ازعج الاخوة الاقباط ..والغالبية العظمي غير المنتمين لأي تيارات فكرية اوسياسية او حزبية .. كما لم افهم ما قاله الشيخ "مظهر" في خطبة الجمعة والتي تحولت الي خطبة لنشر الاراء والافكار والمطالب السياسية .. ولا اعرف هل عاش المصلون في ميدان التحرير حالة الخشوع لله رب العالمين اثناء الصلاة ام لا؟! الحقيقة التي لا تقبل الشك ان هناك دولا و قوي غير مصرية لا تريد لثورتنا البيضاء ان تستكمل نجاحها وتسلم البلاد لسلطة مدنية منتخبة من الشعب .. وأن يعيش المصريون الديمقراطية الكاملة بعيدا عن سياسة الاسياد والعبيد ..فنجاح ثورة 25 يناير يهز الكثير من كراسي الحكم والانظمة من حولنا .