بالأمس كنت في شرم الشيخ، ودهشت عندما وجدت الجدارية المنحوت عليها صورة مبارك بالحجم الطبيعي، وهو يقف وسط زعماء العالم في صورة تذكارية بمناسبة مؤتمر صانعي السلام الذي عقد في شرم عام 6991، مازالت متصدرة مدخل الطريق الدولي بشرم. للحظات تخيلت ان الرئيس المخلوع يقف ويخرج لسانه للشعب، ولثوار ميدان التحرير، ويقول: انا باق، وراجع تاني، ولن اترك منتجع شرم، تلك المدينة التي بنيتها وحرمت منها مصريين كثيرين، لأقضي بها ما تبقي من عمري، ولن يزحزحني عنها لا ثورة، ولا ثوار، ولا احالة للجنايات، ولا جرائم قتل ثوار ونهب اموال الشعب، ونشر الفساد، والسكوت علي المفسدين.. وان البلد مازالت بلدي وليست بلد المصريين الذين ثاروا واعتصموا، وأضربوا، وماتوا لكي يخلعوني، ويحاكموني. أي شخص ينظر لهذه الجدارية المستفزة ستثور في ذهنه هذه الافكار التشاؤمية، وطبعا من ترك هذه الجدارية في صدارة الطريق تعمد ذلك ليغيظ كل من يراها. لا تلوموا الشباب ولا الثوار إذا كذبوا الحكومة، وفقدوا الثقة فيها.. فهي مازالت تماطل في نقل الرئيس المخلوع من مستشفي منتجع شرم، إلي مستشفي طرة. بحجج واهية تدور حول عدم وجود تجهيزات طبية لنقل مبارك. أزيلوا الجدارية، وانقلوا مبارك لمستشفي السجن كي تحظوا بمصداقية أمام الشعب. إن لم تفعلوا فلا تلوموا إلا أنفسكم.