اين المخابرات العامة، الجهاز الوطني العريق؟ اين الرقابة الادارية ذات الخبرة الطويلة في تتبع الفاسدين والتي ضاق الرئيس السادات بها يوما فقرر الغاءها ومازلت أذكر العبارة التي استخدمها والتي تفوق كل خيال روائي، قال مبررا الالغاء »حتي لاتكون سيفا مسلطا علي الناس« يقصد اللصوص والفاسدين، وليت اللواء احمد عبدالرحمن مدير الرقابة الادارية وأحد شرفاء هذا الوطن الذي اقصاه كمال الجنزوري، ليته يتكلم فلديه الكثير جدا مما يقال. اين الجهاز المركزي للمحاسبات؟ اين وزارة الداخلية بمؤسساتها، واذا كان امن الدولة قد اختفي وحل مكانه الامن الوطني الذي يعمل بأيد مرتجفة فهناك مباحث الاموال العامة؟ اين هذه المؤسسات والاجهزة؟ لا اسأل نفسي. فانا اعلم بوجودها وأعرف اشخاصا منها وأعرف كيف كان يتم الاختيار خلال زمن عبدالناصر، وكيف ظهر وزراء عظام مثل مصطفي خليل والذي اكتشف عبدالناصر من خلال بحث نشره في الاهرام وطلب من الاستاذ هيكل ان يقدمه اليه كذلك صدقي سليمان قائد بناء السد العالي، وغيرها من قيادات العمل التنفيذي. كان ترشيح شخص ما لمركز قيادي تسبقه عملية تحريات دقيقة. وفحص وكان أحيانا يتم تكليف اكثر من جهة رقابية للوصول الي الحقيقة، كانت الدولة المصرية منضبطة، قوية، صارمة الي ان بدأت تتآكل في زمن الرئيس السابق وتحولت الي سلطنة مملوكية ثم قامت الثورة وكان المفروض ان تتجدد وان تسري في أوصالها دماء جديدة، ولكن اختيار شخص من الميدان كان وزيرا في النظام السابق دفع بها الي التآكل والتحلل وهانحن نشهد ترنحها في خطوات التشكيل الحالي للوزارة، هل يعلم الدكتور عصام شرف بوجود هذه الاجهزة ذات الخبرة والتاريخ والتي تشكل الاجهزة التنفيذية التي يجلس علي قمتها، في الكليات الحربية كشف يعرف بالهيئة يمر به التقدم لفحصه شكله وثقافته ومكوناته، ولو ان المجلس العسكري عرض رئيس الوزراء الحالي علي كشف هيئة بعد ان جاء طبقا لبدعة الاختيار من الميدان فانني اثق أنه سوف يستبعده فورا لانه كما يبدو لايصلح.