أتمني أن نعطي الوزارة الجديدة الفرصة كاملة لخدمة الوطن وإعادة الهدوء ودوران عجلة الانتاج لطبيعتهما ومهما كانت الاختيارات فهي قطعا لن ترضي أو تعجب الجميع ولن يكون هناك إجماع عليها حتي ولو وضعنا كل الشروط المطلوبة وحددناها بدقة. فمن يعجبك قد لايسرني ومن تجده مناسبا قد تمنعه الظروف التي تمر بها البلد في مفترق طرق صعب يخنقه حتي ولو اخترناه كلنا والحقيقة أن أي وزارة وأي منصب في تلك الظروف الصعبة هو حمل ثقيل يكسر ظهر أي انسان ولذلك رأينا العديد ممن عرضت عليهم الوزارات اعتذروا ليس هروبا ولكن لضخامة العبء وفداحة المسئولية امام الشعب كله. لنعطي الوزارة الفرصة لتعيد لنا الأمن الذي هو المطلب الشعبي الملح هذه الايام وفي ظل هذه الظروف العصيبة فلازلنا نعاني من الانفلات الأمني.. قل حقيقة ولكنه لازال يمثل خطورة بالغة بحجم السلاح الذي بيد البلطجية والخارجين علي القانون والاعداد الكبيرة من الهاربين من السجون الذين يشكلون عبئا نفيساً علي المواطن العادي الذي يخشي مواجهتهم في أي لحظة في الشارع وهذا يحدث مع الاسف خاصة علي الطرق السريعة التي لازالت نفتقد للأمان. علينا ان نساعد الوزارة أن تبدأ مرحلة جديدة لاعادة عجلة الانتاج إلي طبيعتها وعلي رأسها استعادة حركة السياحة التي علي مدي الشهور الخمسة الماضية عانت أشد المعاناة مع انها من أهم مصادر الدخل القومي وأهم عناصر استيعاب العمالة فكل سائح تخدمه أكثر من 8 حرف مساعدة تقدر أعدادها بالملايين توقف حالها وانعدم دخلها لنقص حركة السياحة والسائحين القادمين إلي مصر. ليس كل من ترك الوزارة سيئا ولا كل من دخلها في التشكيل الجديد سيحقق أحلامنا أو يعبر عنا جميعا فهو لن يؤدي دوره علي أكمل وجه وهذا هو المطلوب منه إلا اذا أعطيناه الثقة الكاملة وساعدناه علي ان يقوم بمهام عمله بكفاءة كبيرة اما التشكيك عمال علي بطال في كل قيادة لمجرد انها لا تحقق اي مطلب ولو صغير و الانقلاب عليها فهذا هو بداية الانهيار الذي لانتمناه لمسيرتنا التي نريدها بعد ثورة يناير. لن نفعل شيئاً اذا تفرغنا للاعتصامات والمطالبات الشخصية التي لاتخدم الصالح العام ولن يقدم لنا قطع الطرق أو التهديد بلا مسئولية بالاضراب والعصيان المدني ما يساعدنا علي دعم اقتصادنا وزيادة مواردنا بل انه يزيد المشكلة تعقيدا فكل يوم يمر لا ننتج فيه أو لا نعمل أو تتوقف مصانعنا عن الدوران هو بلغة الارقام خسارة فادحة. لقد نجحت الثورة بالشباب في القضاء علي الفساد ومحاربته وهو ما عجزنا نحن في جيلنا ممن هم في الخمسين أو الستين زاد أو نقص العمر قليلا عن تحقيقه ومعهم كل الحق في التمسك بإتمام كل المطالب دون العبث أو التأخير أو المماطلة فقد كانت المعاناة علي مدي العقود السابقة كبيرة وقاسية دفعها هذا الشعب من قوته وحريته وصحته التي تاجر بها أناس عديمو الضمير فاقدو الشعور. نجحت الثورة ولكن عليها الآن دور كبير ان تعيد لمصر ابتسامتها التي فقدتها عليها ان تعيد بشبابها مصر.. لمصر.. لقد اكتشفنا اننا علي مفترق طرق خطير فكلنا مع محاسبة من أخطأ في حق مصر حتي ولو وصل الأمر إلي حد الاعدام دون تشفٍ ولكن الأهم هو أن نبدأ الانطلاق نحو المستقبل وإلا فقدت الثورة هدفها الاساسي وهو إصلاح حال البلد. لقد عشنا احلي الايام رغم الخطورة مع الثورة التي قضت علي فترة حالكة السواد والفساد ولكننا نطالبها ان تعيد لمصر أمنها وأمانها وهذا لن يأتي الا بفرض الاستقرار لنعطي الحكومة الفرصة فقد وحشتنا مصر بلد الأمن والامان الحقيقي.