»عبده مشتاق«.. اسم السلعة الأكثر رواجا وانتشارا والأعلي سعرا في السوق المصرية الآن!!. للاسف، تحول معظم الشعب المصري الي »عبده مشتاق«.. المشتاق الي التلميع الإعلامي، والورنيش الفضائي!!. »الأنا« طغت علي السطح بقوة.. وانهزمت روح الجماعة، وتكسرت عظامها أمام تسونامي »الذاتية«! الكثيرون انقلبوا علي زملائهم، وأصدقائهم!!. ترعرعت في نفوسنا الضعيفة، نفوسنا الأمارة بالسوء، »الرغبة« في الكراسي، و»الطمع« في المنصب، و»الشهوة« في السلطة!. المشهد أمامي ضبابي!! الصورة قاتمة! ومع السوداوية اختفت الفرحة، وطغت الكآبة وتفرغ أصحاب النفوس الآمنة المطمئنة في التأمل فيما هو قادم!!. من يقرأ مفردات المشهد الراهن يتأكد ان الغالبية اصبحت تحمل ماركة »عبده المشتاق« المشتاق المتلهف الي كرسي الرئاسة، أو الوزارة، أو حتي كرسي في مجلس محلي القرية!!. الكثيرون كانوا منذ أيام يحرضون ضد فلان أو ضد ائتلاف، أو ضد حزب أو ضد دولة اجنبية.. ولكنهم تحولوا الآن الي حواريين تابعين لهذا أو لذاك بعد ان تبوأوا مقاعدهم ونالوا حظهم من الكعكة!! والغريب ان البعض الآخر فضح نفسه حيث أعلن علي صفحته الشخصية بالفيس بوك أنه مرشح لتولي حقيبة وزارة..... وأن الرقابة الإدارية اتصلت به وأنه كذا.. وكذا. المؤكد ان ما نراه، ونسمعه، ونشاهده حاليا لا علاقة له من قريب أو من بعيد بثورة يناير.. إنما هو انعكاس لتصرفات نفوس مريضة، ومنتهزي الفرص!! حفظ الله مصر من كل سوء.