»ركبت سيارتها إلي المطار.. وقفت تتأمل ركاب الطائرة وأنفاسها تتلاحق.. فجأة وقعت عيناها عليه.. لم تصدق في البداية انه محمود.. امرأة تتأبط ذراعه ويضحكان معا بصوت مزق قلبها وأصابها بالدوار.. امرأة حسناء تمتلك من الأنوثة ما يجعلها تكسب معركتها مع امرأة أخري.. تراجعت منال خطوة خطوة وانهمرت دموعها وهي تتابع موكب الخيانة وقد طرد موكب الحب من أمامه!» لم تبق غير ساعات ويعود حبيب القلب إلي أرض الوطن.. سوف تصل الطائرة في تمام العاشرة صباحا.. عام كامل علي فراقهما لم يزد الحب إلا اشتعالا.. عام كامل لم يفترق فيه الزوجان بعد ملحمة حب أسطورية توجها محمود ومنال بالزواج.. لكنها البعثة الدراسية التي خطفته منها ومنحه العمل من أجلها إجازة تفرغ!.. رفضت منال أن تستغرقها ذكريات الفراق الذي جعل من شقتها صحراء جرداء ومن لياليها ألواحا من الثلج.. نهضت عن فراشها تتخيله يتلقفها بين أحضانه في صالة الوصول بمطار القاهرة.. التهب خيالها وهي تتذكر لحظات الدفء وقد عاد إليها فارسها الذي ضحت من أجله بكل ثمين وغال لتفوز بالزواج منه رغما عن نصائح كل المحيطين بها.. أمسكت ساعة الحائط بيدها تستحث عقاربها ان تسرع وتهرول وتتجاهل قوانين الوقت.. وقفت في النافذة تستنشق هواء نقيا لم تشعر به من قبل.. ومضت اللحظات مسرعة كأنها استجابت لهذا القلب المحترق شوقا! أشرق النهار من عباءة الليل.. لم تنتظر منال.. أسرعت إلي المرآة تفك ضفائر شعرها وتطلق سراحها لتكون ضمن موكب الحب.. وقفت أمام دولابها تقلب فساتينها وتتساءل بأي ثوب من الأثواب تلقاه.. تلمست زجاجات العطر حتي أمسكت بالعطر الذي يروق لمحمود وراحت تنثر قطراته خلف أذنيها وفوق عنقها.. لحظات.. وصارت كالعروس ليلة زفافها! جلست في الشرفة تترقب وصوله.. لم تكن في وداعه بالمطار تنفيذا لأوامر محمود الذي طلب منها - أيضا - ألا تكون في استقباله بالمطار.. لأنه سيكون ضمن زملائه وطبائعه التي تعرفها عنه انه لا يفضل أن تظهر زوجته معه في الأماكن العامة.. إلا أن منال قررت أن تضرب عرض الحائط بتنبيهاته عليها في مكالمته التليفونية الأخيرة حينما ذكرها بأن تنتظره في بيتهما.. قررت أن تخرج عن طاعته ولو مرة واحدة في العمر فالشوق إليه هو الذي يدفعها إلي عصيانه.. سوف تفاجئه وينسيه عناقهما الطويل بصالة الاستقبال أي نصائح أو تعليمات أو أوامر! ركبت سيارتها إلي المطار.. وقفت تتأمل ركاب الطائرة وأنفاسها تتلاحق.. فجأة وقعت عيناها عليه.. لم تصدق في البداية انه محمود.. امرأة تتأبط ذراعه ويضحكان معا بصوت مزق قلبها وأصابها بالدوار.. امرأة حسناء تمتلك من الأنوثة ما يجعلها تكسب معركتها مع امرأة أخري.. تراجعت منال خطوة خطوة وانهمرت دموعها وهي تتابع موكب الخيانة وقد طرد موكب الحب من أمامه.. وقفت تهمس لنفسها في ذهول: ياه.. ده انت جبار.. هانت عليك العشرة وأيام الحب والتضحية.. ياه قد كده أنا عبيطة يا محمود.. لأ.. مش هاكون مغفلة بعد اللحظة دي.. مش هظلمك.. لكن كل واحد يتحمل نتيجة خطئه!. عادت إلي سيارتها أسرع من الريح.. أدارت الموتور لا تري الطريق أمامها بعد أن اسودت الدنيا في عينيها.. أسرعت تنهب الطريق نهبا إلي بيتها.. قررت أن تكون مثله.. ممثلة بارعة! وصل محمود.. ارتمت بين أحضانه.. أفسحت له الطريق ليكذب وهي تمطره بالأسئلة عن رحلته ومع من كان.. ومع من عاد.. وحينما أيقنت أن كل إجاباته خادعة قطعت عليه الحوار بقبلة طويلة تداري بها احتراق أعصابها ونفاد صبرها.. وتوالت القبلات بينما منال تبكي وتبرر دموعها له بأنها فرحة العودة.. ابتلع محمود الطعم وصدقها، خاصة حينما دفعته ليشاركها أطول ليلة حب منذ ليلة زفافهما..!.. لكنها عند منال كانت كالوجبة المسمومة بل كانت واثقة من انها اخر ليلة حب! منذ الصباح بدأت مهمة منال التي جعلت منها قضية عمرها. وضعت محمود تحت الرقابة الشديدة.. لم تيأس أسبوعا.. شهرا.. شهرين حتي بدأت أدلة الخيانة تظهر! تقول في نهاية رسالتها: ظللت وراءه حتي ضبطته متلبسا بالخيانة .. بكي وأقسم انها نزوة وانتهت فتظاهرت أني صدقته كيلا تفوز به امرأة أخري وأظنه لازال معها من وراء ظهري .. افكر كثيرا في رد الخيانة بخيانة ليشفي غليلي وفي اخر لحظة أتراجع.. كثيرا ما أمنع نفسي عنه واجعل جسدي عليه محرما ثم ألوم نفسي.. و الآن نفسيتي محطمة فماذا افعل ؟! منال .. س.. ن مصطفي كامل .. الاسكندرية