صورة وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار يصطحب حفيديه وهو يصوّت في الانتخابات الرئاسية، صورة فريدة سياسياً، وزير يعطي أحفاده درساً سياسياً في أداء الواجب الوطني، صورة بألف كلمة مما تقولون. وعلَّق الوزير قائلاً: »الانتخابات رسالة تعوّد وقيمة لازم الواحد يتعود عليها وهو صغير، لأنها قيمة تاريخية وعرس ديموقراطي لا يتكرر كثيرًا». الرسالة كانت واضحة جلية في الانتخابات الرئاسية، اصطحاب الأطفال إلي اللجان الانتخابية ظاهرة محببة إنسانياً، الأطفال في الصورة تبقي أحلي، ومهمة سياسياً، التربية السياسية ضرورية بعد تدهور حال المدارس السياسية (أحزاب ومنظمات) لم يعد هناك معاهد ولا مراكز ولا نوادي فكر سياسية، كيف يتعلم أطفالنا وشبابنا السياسة في صحراء السياسة، تلك هي المشكلة؟.. أطفال الانتخابات ظاهرة صحية تماماً، عقبال شباب الانتخابات، تخيل أطفال العائلة ذهبوا إلي الانتخابات فرحين، ونفر من الشباب »الروش» سياسياً قضوها علي الكافيهات يسخرون ويتمسخرون من أمهاتهم في اللجان، يقيناً مثل هؤلاء لم يذهبوا قبلا إلي انتخابات ولن يذهبوا، ولم يغبّروا أقدامهم في سبيل فكرة، الانتخابات فكرة وتجسيدها علي الأرض ضرورة للمستقبل. درجنا علي صورة الأجداد والآباء يصطحبون الأطفال إلي صلاة الجمعة وقداس الأحد، ويحرصون تماماً علي تأدية الصلوات جماعة، وهذا كان له مفعول السحر في مقتبل الأيام، جميعاً شببنا علي هذا المشوار الأسبوعي اللطيف، ووقفنا نتمتم ونرتل ونشكر ونحمد، ونصلي لله قياماً وعلي الطريق نسير ونصطحب أطفالنا إلي المساجد والكنائس فرحين. الجديد والمثير هو مشوار الانتخابات، اللجان امتلأت بالأطفال، طوابير السيدات شكلت جوارها طابورا للأطفال، الأطفال فرحون وكأنه يوم عيد، ويزاحمون الأمهات والآباء علي استلام ورقة التصويت، ويشب عقلة الصباع علي أطراف أصابعه ليصوّت، ويغمسون أصابعهم الصغيورة في الحبر الفسفوري مغتبطين فرحين، ويتفاخرون بين الرفاق في الزقاق، لمسة رائعة في انتخابات مهمة، والغبطة والفرحة تلون الوجوه الطيبة، والكاميرات تسجل مواقف وطرائف من صنع جيل تربي علي مشوار الانتخابات. مهم وملهم وضروري، طبْع الأطفال علي المشي في هذا المشوار، يضمن لنا مواطناً صالحاً يعرف قيمة صوته وأهمية حفاظه علي حقه الانتخابي، ما يستقر في الذاكرة لا يغادرها أبداً، التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر، مثل عربي يحث علي التعلم في الصغر، ويشبه العلم في الصغر بالنحت في الصخر، ولذلك يبقي محفوراً منقوشاً يتحدي الزمان ولا يختفي أبداً، كنقوش الفراعنة في صخور تونة الجبل، أما العلم في الكبر فهو أشبه بالكتابة علي »المدر» وهو صفح الماء أي المكان الذي تدور فيه المياه، لا يترك بصمة فيشب الفتي ضائع الخطوة، مرتبك الفكرة، لا يعرف طريق اللجنة، يضل يقيناً الطريق. المال والبنون، البنون زينة الانتخابات الرئاسية، شكل اللجان يفرح، وصور الأطفال تشرح القلب الحزين، ربما لم ير قبلا في انتخابات تنقلها العدسات من الأصقاع والبقاع مثل هذه الصورة الطريفة في الانتخابات الرئاسية، حتي الأطفال يرقصون في اللجان علي أغنية »قالوا إيه علينا.. وقالوا..» الأطفال حولوا نشيد الصاعقة إلي نشيد الصباح.. يصبحكم بالخير.