القول بأن مصر والسودان أسرة واحدة لشعب واحد ودولة واحدة ليس مبالغة علي الاطلاق، ولا افتئات علي الواقع القائم علي الأرض، بل هو تعبير حقيقي وترجمة صادقة عن الارتباط التاريخي والجغرافي والإنساني بين البلدين والشعبين منذ بدء الحياة حول مجري النيل في فجر التاريخ وحتي اليوم وغد بإذن الله. وانطلاقا من هذه الحقيقة يأتي الاقتناع الدائم والإيمان المستمر لدي شعبي وادي النيل، بأن ما بينهما أقوي واشد صلابة، مما يتخيله أو يظنه البعض من اصحاب القلوب المريضة والنوايا الخبيثة، ممن يسعون للتفريق بين الشعبين والدولتين. والمتأمل المدقق في المشاهد الأخوية الصادقة التي جرت خلال وجود الرئيس السوداني عمر البشير في مصر أول أمس، ومظاهر الود والمحبة التلقائية والترحيب الكبير، التي احاطت به منذ وصوله لأرض الكنانة وطنه الثاني، وحتي مغادرته عائدا إلي بلده وبلدنا السودان الشقيق، يدرك عمق الروابط وقوة الوشائج الابدية بين مصر والسودان. وفي ظل ذلك لم يكن مفاجأة لنا ولكل مواطن مصري سوداني، ما أكده الرئيس السيسي وأخوه الرئيس البشير، من توافر الارادة السياسية المشتركة لتطوير ودعم العلاقات بين البلدين إلي اقصي مدي، والانطلاق بها إلي آفاق رحبة من التعاون والتنسيق المشترك في كل المجالات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، ايمانا منهما بانهما ينتميان لشعب واحد واسرة واحدة.