أبكتني المشاهد المؤثرة التي تابعتها في الفيلم التسجيلي الذي عرض في الندوة التثقيفية رقم 27 التي نظمتها القوات المسلحة في ذكري يوم الشهيد.. تناول الفيلم أبناءنا من القوات المسلحة الذين استشهدوا في العملية الشاملة 2018.. حقا هم شباب، تنهمر الدموع ، وتدمي القلوب لفراقهم.. هؤلاء الشباب لايسعنا إلا أن تنخفض لهم هاماتنا وتخضع لهم قاماتنا إجلالا واحتراما لهذه الأرواح البررة التي صعدت إلي بارئها.. وسكنت السموات العلا إلي جانب قريناتها من أرواح الشهداء والأنبياء ، والصديقين ، والصالحين الذين بمنازل علية في الجنات الوارفة.. هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل مصرنا الغالية.. فمعظمهم شباب في مقتبل العمر استشهدوا علي يد إرهاب خسيس للحفاظ علي أرض سيناء الغالية مهبط الرسالات السماوية ، وتطهيرها من أهل الشر الذين حاولوا ومازالوا يحاولون تفتيت مصر.. وتحويل سيناء إلي إمارة إسلامية مستقلة.. والقيام بعمليات إرهابية علي هذه الأرض الطاهرة.. شباب تركوا خلفهم أسرا وأطفالا مازالوا في عمر الفطام وصغار السن.. استشهدوا علي أيدي جماعات إرهابية تكفيرية قامت تركيا ودويلة قطر بنقلهم من سوريا إلي سيناء للقيام بعمليتهم النجسة الدنسة التخريبية لتفتيت مصر وتقسيمها.. فسيناء تئن من هذه الدماء الطاهرة التي تغطي كل رملة من رمالها.. لكن ليست سيناء وحدها التي تئن من الألم ولكن قلوب الأمهات والأباء والزوجات الثكالي.. والأبناء اليتامي الذين تحترق قلوبهم..وتصدم هذه العائلات يوميا بأخبار مفزعة لفقد أبنائهم علي أيدي قتلة محترفين أباحت ضمائرهم الخربة وعقولهم المريضة.. دفعتهم عصابات دولية مجنونة كارهة لمصر.. قامت بتوفير التمويل والسلاح اللازم لهم لضرب الاستقرار المصري.. وجيش مصر وشرطتها.. ولابد لهذا النزيف من الدماء أن يتوقف ، ولابد لهؤلاء الشهداء وذويهم أن يكون القصاص عادلا وسريعا حتي تهدأ قلوبهم.. وترتاح نفوسهم.. ولا نستطيع أن نغفل تأثر الرئيس عبد الفتاح السيسي بأبناء الشهداء الذين مازالوا في عمر الزهور.. فلم تتوقف دموعه عن الأنهمار طوال حديث المقدم محمود هلال أحد أبطال أبنائنا من الجيش الذين يحاربون الإرهاب في سيناء في العملية الشاملة 2018 وأخذ يتحدث عن المقدم شريف محمد عمر الذي استشهد في سيناء .. كذلك أحاديث أمهات وأباء وزوجات الشهداء الذين وقفوا ينعون أبناءهم وأزواجهم حتي أبكوا القاعة كلها.. ولا يمكن أن ننكر إنسانية الرئيس السيسي التي نراها دائما في لقاء هؤلاء الأمهات والأبناء حتي أنه أجلس أثنين من أبناء الشهداء بجانبه علي الكرسي الذي يجلس عليه وأخذ يتحدث معهم إذا كانوا سعداء لأنهم يجلسون بجانبه ثم أخذهم معه خلال الاستراحة.. هذا الرجل الذي يثبت كل يوم أنه الأفضل والأصلح لحكم مصر.. وأنا أكتب مقالتي هذه أعلم أن أرواح الشهداء لازالت ترفرف في سماء سيناء.. ودماءهم الزكية التي روت ترابها تحثنا وتدفعنا بقوة لإعادة هذه البقعة المقدسة إلي سابق عهدها كجوهرة ثمينة وغالية من ربوع مصر.. وهي كما قال الرئيس آمنة بسواعد أبنائها من القوات المسلحة والشرطة.. وليس لدي ما أقوله إلا كما قال المولي تعالي » ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون».. وتحيا مصر بجيشها العظيم.. وشعبها الواعي.. وقيادتها القوية.