قابلته مصادفة، دون طلب منه أو مني، أثناء رحلتي الطويلة بالمترو، عرفت انه قد انهي يومها امتحانات الثانوية العامة في مرحلتها الاولي، بعد ان »دفن« مادة الكيمياء في مستقرها الاخير دون اسف أو ندم. طه- هكذا اسمه- بادرني بسؤال مباغت: هل تعتقد حقا ان مصر قد قامت بثورة؟. فأجبته دون تفكير: بالطبع، ألا تدرك ما نحن فيه الان يا أخانا، أم كنت تعيش في كهوف المذاكرة فأنستك واقعك الجديد؟ قال: بل أنا اعيش واقعي وبشدة وكنت اعتقد ان متابعتي اليومية لاحداث الثورة، من صميم مذاكرتي إن لم تكن تفوقها أهمية، ولكن سؤالي انني لم ألمسها كطالب يبحث عن انصاف الدرجات بعد تعب عام كامل، لم ألمسها في أنواع الأسئلة- المملة- التي لا تختلف كثيرا عن السنوات السابقة، لم ألمسها في تصريح واحد للوزير يقر فيه واقع هذه المرحلة الدراسية- لم ألمسها في تصريحات الصحف التي لم تختلف كثيرا عن كل عام في التأكيد أن الاسئلة في مستوي الطالب، مع ان الحكومة قد اعترفت بأن صياغات الاسئلة. بها الكثير من العور. وهنا قاطعته قائلا: مهلا يا أخانا، ما هكذا تورد الإبل، ولا تدع ضغطك في المذاكرة طوال العام يصيبك باليأس في وقت نحتاج فيه الي التفاؤل فالاصلاح قادم إن شاء الله ولكن يجب ان نعطي المسئولين الفرصة للعمل.