غدا موعد المليونية التي تبرأ منها الإخوان المسلمون والسلفيون وكثير من أعلامهم مثل الدكتور العوا. اختلفوا مع الكثيرين في أمر الدستور اولا أم ثانيا. وكادت الثورة تتلخص في هذه القضية . شغلت الصحف وشغلت المواقع المختلفة علي الفيس بوك وغيره . ثم قفزت الي الواجهة مسألة شهداء الثورة . الذين أطلق علي أهلهم ومناصريهم البلطجية بعد ما جري في ميدان التحرير الأربعاء 28 يونيوالماضي. وكيف لم يتم حتي الآن حكم واحد علي أي من المتهمين غير أمين شرطة يستطيع في مخبأه أن يتصل بالفضائيات ولا يصل إليه أحد . انفتح الباب للكلام والدهشة استقرت علي أن ذلك يحدث تمهيدا لتمييع كل القضايا . وانفتح الباب للحديث عن المتهمين الذين ترقوا في وظائفهم في وزارة الداخلية , وقدرة أو عدم قدرة وزير الداخلية عليهم . وانفتح الباب إلي خصام جديد عنيف بين الشرطة والشعب بعد أن وصل عدد المصابين ذلك اليوم إلي أكثر من ألف مصاب . وأنفتح الباب للحديث المباشر وغير المباشر عن أن ما يحدث هو مؤامرة يسكت عنها المجلس العسكري أو يدخل فيها . وبين هذا كله سكت الإخوان المسلمون كثيرا من الوقت ثم أصدروا بيانا يطالبون فيه وزارة الداخلية ان لا تفرط في العنف . كما قال الدكتور العوا أننا يجب ان نلتمس العذر للداخلية لانها تعيد بناء نفسها ويمكن أن تقع في بعض الأخطاء .يا سلام . كما ذهب يوم المعركة الدكتور صفوت حجازي وهاجم الشباب من مسجد عمر مكرم ووصفهم بالبلطجية وكاد بعض شباب الثورة ان يفتك به لولا تدخل الآخرين .أما حزب الوفد فلم يجد شيئا يضعه علي بوابته الألكترونية غير مشهد ضرب جندي الأمن المركزي من قبل الشباب .وهو بالتاكيد مشهد سيئ لكن هناك مئات المشاهد لذلك اليوم توضح عنف رجال الداخلية وعشرات من الكليبات التي توضح شتائم رجال الداخلية بلغة لا يمكن تصورها . وكل ذلك لم يشغل حزب الوفد نفسه به . وهكذا بدا الانقسام في الثورة واضحا وسيظل كذلك لأن رجوع هذه الاطراف عن مواقفها لن يصدقهم فيه أحد . وانا الآن لن اطيل في هذا ولكن اسال أهل العلم من رجال الدين ماحكم الشرع في من يحاول إقناع اهل الشهداء بقبول الديّة . وما حكم الشرع في من يهددهم إذا لم يقبلوا الدية . وهل الدية تدفع من قبل من قام بالقتل العمد . لو أن الله شرّع ذلك يكون قد أعطي الأغنياء حق قتل الفقراء ودفع ديتهم . والله أعز الانسان بصرف النظر عن فقره وغناه . وقد يكون الفقير أعز عند الله من الغني الذي اعطاه غناه فرصة الفحش بين الناس . ما حكم الدين في من يتجاهل المصابين من قبل رجال الداخلية ويطلب التماس العذر لهؤلاء الجناة . ما حكم الدين في الساكت عن الحق . حق الشهداء وحق الوطن ؟ الشهداء أيها السادة لم يموتوا في خناقة , لكنهم ماتوا في أشرف معركة طرفاها شعب يريد الحرية ولم يرفع فيها سلاحا ووزارة وأجهزة كانت تعمل لحساب نظام قاتل راحت تقتل له في الشعب بشكل فاحش وبغير هدي . قتلت القريب والبعيد . جاءتها أوامر وليس من عملهم تنفيذ الأوامر بالقتل لان الثوار لم يخرجوا ضد القاتل بالذات لكنهم خرجوا ضد نظام وكانوا عزلا لا يملكون إلا الهتاف . أو لم تأتها- تلك الاجهزة - أوامر فقتلوا دون أن يطلب منهم أحد . وفي كل الأحوال لم تكن خناقة بين الشهيد وقاتله وفي كل الأحوال كان الشهيد أعزل . والأهم أن الشهيد انتصر ويريد الثوار أن يروا ثمار انتصار ثورته . تغيرت المعركة بعد الأربعاء الدامي ولم تعد الدعوة للخروج إلي ميدان التحرير غدا من أجل الدستور أولا. صارت من أجل الثورة وأهدافها وصارت من أجل الفقراء أولا ومصر أولا . وازداد الإيقاع بعد أحكام الكفالة في السويس والتأجيل في الشرقية والبراءة في القاهرة في قضايا المال . ووصل الشك في القضاء إلي منتهاه . وإذا وصل الشك إلي القضاء فماذا يبقي لمصر . ورغم اعتراض النائب العام علي ماجري في السويس وما جري في القاهرة فلم يتراجع الشك . والآن ماهو المخرج من هذا كله ؟ الذين يخيفون الناس بالفوضي يطلبون من الناس الصبر أكثر مما يجب ويدفعون البلاد إلي الفوضي أو إلي ثورة ثانية . والذين يراهنون علي الوقت مخطئين لأن دم الشهيد لا ينساه أحد إلا قاتل أو عميل أو مرتزق. والذين يلتمسون العذر للقضاء ويقولون أنه خائف من المتهمين لا يقنعون أحدا لأنه مضت خمسة شهور وأكثر ولا حكم يشفي الصدور حدث . كما أنه من الأولي بهم التوجه إلي من بيده الحماية ليحمي القضاة إذا كان ذلك صحيحا . أو حتي غير صحيح .غدا الجمعة سيمتلئ الميدان بمن يريدون الإنتصار للثورة ولشهدائها. الذين يريدون الإنتصار لمصر. وحتي تمضي الحياة في طريقها علي المجلس العسكري والحكومة أن تنتهي من خطايا الماضي وجرائمه في أسرع وقت لأنه لا انتخابات ستجري في البلاد ولا دستور سيوضع للبلاد دون حق الشهداء وحق الوطن في القصاص ممن أفسدوه ونهبوا أمواله ووضعوا الشعب في مرتبة اقل من مرتية الحيوانات فأذلوه وأهانوه . والذين يراهنون علي غير ذلك واهمون واهمون . واهمون . أقول قولي هذا ولا أحب أن يأتي يوم تتذكرون فيه ما أقول بعد فوات الأوان.