جاءت أفلام موسم نصف العام مخيبة للآمال، وشهدت عزوفا جماهيريا كبيرا رغم كثرة عددها، وحققت إيرادات ضعيفة، لا تتناسب مع عددها أو تكلفتها الإنتاجية، باستثناء ثلاثة أفلام، إذ لم تتجاوز إيرادات الموسم بأكمله 36 مليون جنيه، يتصدرها فيلم »رغدة متوحشة» بإجمالي إيرادات 12.1 مليون جنيه، ويليه فيلم »طلق صناعي» بنحو 10.9 مليون جنيه، بينما تتوزع بقية الإيرادات علي باقي افلام الموسم، جاء في ذيلها 3 أفلام لم تتجاوز إيراداتها مجتمعة مليون جنيه، وهي »جدو نحنوح»، و»كارت ميموري»، و»عمارة رشدي»، مما اضطر الموزعين لرفع آخرهما من دور العرض بسبب تدني إيرادتهما. وهو ما يعبر عن تراجع الموسم بشكل ملحوظ، فالعام الماضي تخطت إيرادات 6 أفلام 57 مليون جنيه، و66 مليونا للفترة الزمنية نفسها من عام 2016، وهو ما يقارب ضعف إيرادات الموسم الحالي بعدد أفلام أقل، وقد تضافرت العديد من العوامل متسببة في ذبح الموسم هذا العام. يقول الناقد طارق الشناوي: إن الأفلام التي عرضت في الموسم الحالي ليست جاذبة، والإقبال الجماهيري عليها محدود لأنه لم يتمكن أي منها من الاستحواذ علي الجمهور، وبالتالي لم يسفر الموسم عن إيرادات ضخمة، وفضل عدد من صناع الأفلام مثل فيلم »كارما» و»البدلة» وغيرها، عدم عرض أعمالهم حاليا، لأن الإقبال المبدئي يؤشر بأنه موسم ضعيف. وأضاف: قد تكون هناك عوامل خارجية أثرت علي الموسم لكنها ثانوية، والعامل الجوهري هو أن الأفلام نفسها لم تكن جاذبة بدرجة كافية. وتقول الناقدة خيرية البشلاوي: جميع أفلام الموسم كوميدية هزلية، ولم تتمكن من جذب الجماهير، رغم أن المستهلك المصري للسينما يسعي للضحك بطبعه، مما يعني أن هناك خطأ في صناعة الضحك، فالأفكار لم تتطور وأصبحت روتينية غير مبتكرة، فقد كنا في إجازة والشباب متفرغ للخروج، لكن بعض العروض التي حضرتها لم يزد عدد المشاهدين في الصالة عن 3 أفراد، وأحيانا لم أتمكن من مشاهدة العروض بسبب إلغائها لعدم حضور أحد، فتدني الإيرادات يعكس تدني القدرة علي صناعة الترفيه وجذب الجمهور، كما أن ارتفاع أسعار التذاكر أثر علي الموسم، وأصبح الشباب يلجأ لخروجات بديلة تحقق قدرا أكبر من الاستمتاع، فلم تعد السينما أداة الترفيه الوحيدة ولكنها الأكثر تكلفة. وأضافت: أتمني أن يكون بدء الدراسة سببا في تدني الإيرادات وليس نوعية الأفلام المعروضة فقط، فالدراسة حاليا أكثر جدية والطلاب يهتمون بالالتزام فيها. ومن جانبه يري الناقد رامي عبد الرازق أن رداءة المحتوي الفني والافتقار للتنوع وغياب النجوم تسببوا في إفساد الموسم وقتله بجهل شديد، فتم حصد الأفلام »الكسر» والرديئة من بواقي أفلام الصيف في هذا الموسم، وهي أفلام تعاني أنيميا فنية، وأصبح الفيلم الأجنبي بديلا مضمونا يتميز بالتنوع ويناسب جميع الأذواق والفئات العمرية، مما تسبب في ذبح الموسم المصري. وعلي الرغم من إجماع النقاد علي ضعف الموسم، خالفهم الرأي عبد الجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية للتوزيع السينمائي، إذ يقول إن الأفلام المعروضة كبيرة وليست صغيرة، ويشارك بها نجوم كبار، مثل حسن الرداد وخالد الصاوي وكريم محمود عبد العزيز وحورية فرغلي وماجد الكدواني وطلعت زكريا، وهي أفلام متنوعة، والإيرادات مرضية لمنتجي الأفلام ونجومها، كما ستشهد الأيام المقبلة إصدار عدد آخر من الأفلام، فأعمال الموسم لا تعرض دفعة واحدة، واستطرد: قد تكون هناك عوامل أخري تؤثر علي الموسم مثل ظروف الطقس، والأوضاع الاقتصادية الحالية، لكن الأفلام نفسها جيدة.