لا تخلو دور العرض السينمائي حاليا من استقبال أفلام جديدة كل فترة قصيرة, في محاولة لطرح أفلام علي مدار العام دون أن ترتبط بمواسم الأعياد, وعلي الرغم من هذه الخطوة التي بدأت في الانتشار خلال الفترة الماضية إلا أنها لم تلق القبول الكاف والدعم من الجمهور, فعلي سبيل المثال لا الحصر طرح خلال الأسبوعين الماضيين عدد من الأفلام مثل بلاش تبوسني بطولة ياسمين رئيس, والذي توقع له صناع السينما أن يحقق إيرادات معقولة إلا أنه تراجع بشكل ملحوظ حيث وصلت إيراداته أمس1800 جنيه فقط, الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة لفيلم الكهف بطولة ماجد المصري ومحمود عبد المغني والذي حقق أمس757 جنيها فقط, وواجه نفس المصير فيلم رحلة يوسف فعلي الرغم من طرحه قبل6 أيام إلا أنه لم ينجح أيضا في جذب الجمهور محققا أمس3 آلاف و645 جنيها. التراجع لم يستثن الأفلام الموجودة في دور العرض منذ فترة حيث حقق أمس فيلم خلاويص بطولة أحمد عيد1577 جنيها, وفيلم إطلعولي بره بطولة كريم محمود عبد العزيز4 آلاف و778 جنيها, وفيلم عقدة الخواجة بطولة حسن الرداد16 ألف جنيه, بينما طلق صناعي بطولة ماجد الكدواني وحورية فرغلي27 ألفا و190 جنيها, ورغدة متوحشة بطولة رامز جلال62 ألف جنيه فقط. وتعليقا علي ذلك قال الفنان والموزع السينمائي شريف رمزي إن السر وراء هذا التراجع يعود إلي عامل الوقت, وهو توقيت تنخفض فيه إيرادات السينما لأنه بداية الصف الدراسي الثاني, كما أن معظم النجوم منهمكون في تصوير مسلسلاتهم الدرامية الذين سيخوضون بها السباق الرمضاني المقبل والذي يتبقي عليه أقل من شهرين, ولذلك لا وقت لديهم لطرح أفلام في دور العرض. وأوضح أن هذه المواسم التي يبدأ بها موسم الربيع تكون إيراداتها منخفضة لأنها تعتمد علي البطولات الجماعية للشباب ولفناني الصف الثاني ولذلك يكون من المتوقع انخفاض إيراداتها أما النجوم فدائما ما يعرضون أفلامهم في المواسم الرئيسية وهي عيد الفطر والأضحي والصيف ومنتصف العام, ولا ينشغلون بالسينما حاليا لتركيزهم في السباق التلفزيوني. وأضاف أن الأفلام المعروضة حاليا بعضها كان مؤجلا وأخري تخشي المنافسة في المواسم الاساسية لأنها لا تجلب إيرادات أمام أفلام النجوم وبالتالي يكون هذا هو التوقيت المناسب لها, كما أن بعضها حقق إيرادات لا بأس بها علي عكس أخري لم تحقق إيرادات وبالتالي تم رفعها سريعا. وأشار إلي إن كل ذلك سينضبط خلال موسم عيد الفطر المقبل والذي يتسابق فيه النجوم علي الرغم من عدم إعلان أفلام لنجوم تطرح في ذلك الوقت بجانب إن بعضهم لا يزالون يصورون أفلامهم التي لم تنته حتي الآن لانتهاء تصوير المسلسلات وأخري لم تبدأ بعد. بينما قال الناقد أحمد شوقي إن تراجع الإيرادات في هذا التوقيت يرجع إلي كثرة المهرجانات مثل شرم الشيخ السينمائي والأقصر الأفريقي والإسماعيلية للأفلام القصيرة خلال هذه الفترة مما أعطي جرعة مكثفة للرواد والمهتمين بشئون السينما بجانب أن هذا هو موسم الاستعداد لمسلسلات رمضان التي يشترك فيها معظم النجوم, حيث أوشك علي القدوم وبالتالي لابد من اللحاق به. وأوضح أنه بالنسبة للعائلات والشباب فأصبحوا منهمكين في بداية الفصل الدراسي الثاني والذي تبدأ امتحاناته مبكرا بسبب شهر رمضان فلذلك لا وقت لدخول السينما التي تعتمد علي الترفيه بالنسبة لفئة كبيرة من الجمهور وسيتفرغون لدخولها في موسم عيد الفطر المقبل. وأضاف أنه لابد من تنظيم الأفلام السينمائية وتوزيعها بالشكل الكافي حتي تكون علي إلمام كامل بكل المواسم حتي لا يحدث عجز وهو أمر وارد لأن كل الأفلام المعروضة ليست فقط للنجوم ولكن بعضها لفناني الصف الثاني وأخري تجارب شبابية لا تضمن الربح لأن معظم المشاهدين لا يستجيبون لها ولذلك يكون أفضل حل لها هو رفعها من دور العرض السينمائي. وقالت الناقدة ماجدة موريس إن قلة الإيرادات ترجع إلي أن صناعة السينما في الفترة الأخيرة غير منضبطة لقلة الأفلام المهمة ولا نقصد من كلمة مهمة بأنها تكون جادة ولكن أعمال تتناول كل الفئات ولا تستخف بعقل المشاهد كما أن سيطرة أفلام الكوميديا في المواسم الأخيرة جعل كثير من المنتجين يلجأون لها بشكل عبثي وقاموا بإنتاج تجارب شبابية لا تحقق ربحا وتعرض في المواسم الضعيفة. وتابعت: النجوم حاليا منشغلون في تصوير أعمالهم الدرامية فهو موسم رمضان والاستعداد له, بينما سيبدأ موسم السينما خلال عيد الفطر الذي يتنافسون خلاله كما أنه لا بد من مشاهدة الأفلام الشبابية, فهي من الممكن أن تكون تجارب ناجحة بدلا من عدم تحقيقها إيرادات كما أن هناك بعض فناني الدور الثاني علي قدر كبير من الموهبة وقادرون علي حمل مسئولية فيلم ولكن لا بد من السيناريو الجيد لأنهم لا بد أن يخرجوا من عباءة النجوم.