يجب ان نعترف بصراحة وشفافية بأن الحكومة الحالية، التي يرأسها رئيس وزراء يقول انه يستمد شرعيته من ثوار ميدان التحرير، لاتتعامل بالجدية والسرعة الواجبة مع مطالب اهالي الشهداء، و بينهم رب الاسرة و الابن الوحيد العائل. عدم الجدية لاينعكس فقط علي التعامل مع الاحتياجات المادية للاسر التي خرجت تطالب بالعدالة الاجتماعية، فإذا بها بعد مضي خمسة اشهر علي الثورة، لا تري عدالة اجتماعية تتحقق، ولا من يراعي مشاعرها في شهدائها الذين قتلوا برصاص عناصر من الشرطة وبلطجية الحزب الوطني المنحل، في تلك المحاكمات البطيئة للقتلة، بل نسمع ان هناك ضغوطا علي شهود لتغيير شهادتهم. لذلك نري غضب اهالي الشهداء، بسبب الحسرة في قلوبهم المحترقة، وهم يرون رجال النظام السابق يحتلون كل المواقع التنفيذية والاعلامية حتي ان المتحدثين عن الثورة الان في الفضائيات من اعلامي هذا النظام، بينما يتواري الثوار خلف المشهد العام، فيما تحاك المؤامرات للانقضاض علي الثورة. لذلك نري خطابا عاما متناقضا في المرحلة الانتقالية. ونري حكومة اعضائها غير متسقين يكررون قرارات وسياسات حكومات النظام السابق. ثم نتساءل: لماذا يغضب اهالي الشهداء والثوار الحقيقون؟. قد يري المجلس الاعلي للقوات المسلحة ان التوقيت المناسب لتغير الحكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ولكن المشكلة ان الناس قد لا تكون مستعدة للانتظار حتي ذلك الوقت.