تعبنا من الانفلات الأمني.. تعبنا.. تعبنا من الغدر بأماننا.. تعبنا من تعقب ثورتنا.. ومن اختلال سلامتنا .. ومن تهديد آماننا.. ومن إطلاق طاقات غضب الفلول علينا.. ومن منحهم الفرصة تلو الفرصة لإعادة تنظيم جهودهم ضدنا.. وتمويل حربهم ضد ثورتنا.. ومن إطلاق إعلامهم علينا.. ومن ضرب اقتصادنا ورؤوس أموالنا وبورصتنا .. ومن ممارسة قمع البعض من وزارة الداخلية علي بعضنا.. ومن الاستعانة بدول معادية ومقاربة ضدنا.. تعبنا من كسر أبواب السجون.. وإطلاق المجرمين العتاه إلي طرقنا وشوارعنا.. ومن منح البلطجية رخصة التنكيل بنا.. وترويعنا داخل بيوتنا وأعمالنا ودور علمنا وعبادتنا وعملنا وسفرنا! تعبنا.. وقررنا ان نحتمل من أجل ثورتنا.. وأن يهون علينا المستحيل من أجل مستقبل أولادنا .. وأن نتزود بالصبر من أجل حلمنا.. بعد أن انتصر رجال الجيش لإرادة شعبنا وثورتنا.. وبعد أن ذهب الشباب كي يستكملون بإخلاص ثورتهم.. وصبرت الأمهات علي فقد أحبابهن الشهداء.. وتصدي رجال سياسة شرفاء لقيادتنا .. وانطلقت أحزابا حرة تقاتل من أجل صيانة ثورتنا.. وتكاتفت أيادي المواطنين الشرفاء كي لاتتوقف مسيرة الإنتاج في بلدنا .. وتصدي إعلاميون شرفاء لتوعية وإعلام مواطنينا .. وتصدي شرفاء من ضباط وزارة الداخلية وجنودها لمحاولة استعادة أمننا .. وتحمل رجال أعمال شرفاء كي لايوقفون مصانعنا ويصرِفون عُمالنا .. ورجال علم كي لا يعطلون مسيرة علمنا.. وتسابق خبراء وعلماء مصريون وطنيون في منحنا طاقة إلهامنا .. ونصحنا أهل الدين الحقيقيين .. كي لا تسري الفتنة البغيضة بيننا .. وألهب فنانون ومثقفون وشعراء خيالنا.. وتسابق مصريون كرماء في الخارج كي يمدوننا بكل ماحظوا به في سنوات الغربة من علم وخبرة ومال كي يمنحوه بلا مقابل لمصرنا ! ومع هذا فقد استمر أعوان النظام السابق يعيثون فسادا في وطننا، ويحتلون مساحة من مشهد الصدارة في كل الساحات - ودون خجل بيننا - يحتلون أماكنهم بيننا وعلي شاشاتنا وإعلامنا.. واستمروا يحتلون مساحات أكبر مازالت تمتد في الخفاء تحتنا ومازالت تحفر لنا قبورنا.. وتحمي الفاسدين منا.. وتعبث بحقوق محاكماتنا .. وتزيد من لوعة أهالي شهداءنا.. وتتلاعب بمصائرنا.. دون ردع أو تصد أو بتر بل مماطلة وتسويف ومهادنة! نعم لقد تعبنا وأرهقنا.. وأُزهقت منا الأرواح.. واحتملنا وصبرنا.. واختبرت إرادتنا.. وحاولوا كسر مقاومتنا.. استمروا في تشكيكنا في نوايا بعضنا البعض.. عملوا ضد ثورتنا في النور.. وعملوا ضد أحلامنا في الليل.. ومع هذا أقول لطيور الظلام ولفلول الفساد ولأشرار القوم .. لن نستسلم.. ولن نضحي من أجلكم بثورتنا الفتية ، ولن ننسي دماء شهدائنا الذكية.. لن نستسلم ، ولن ترتعش إيادينا.. ولن نفقد شجاعتنا.. ولن توقعوا بيننا.. أو تشككونا في رؤيتنا.. ولن نمنحكم صك هزيمتنا.. ولن تغرقونا بالكوابيس المرعبة، أو تلهونا في الحوارات المسمومة، أو تصطادوننا في مياهكم العكرة، أوتجرونا إلي حيث يسكن ماضيكم المُظلم، ونواياكم التخريبية، وروحكم العامرة بالخراب! لن نخسر أبدا معركتنا معكم.. فكل مصري وطني منا سيصبح تحت وطأ ضرباتكم أقوي.. وكل ثوري سيعرف طريقه أكثر.. وكل شاب سيضحي بشبابه أكثر.. وكل إمرأة ستخدم في ميدان الثورة أكثر.. وكل مسن سيتنازل عن راحته من أجل مصر أكثر.. وكل طفل سيصبح أجمل وأزهي وأكبر! مسك الكلام.. اضربوا بيد من حديد علي يد الأشقياء.. تصفو لنا ساحة البناء!