ساعات وتجري الانتخابات لاختيار الرئيس الجديد لصندوق النقد الدولي، ومصر واحدة من الدول المؤسسة للصندوق في اعقاب الحرب العالمية الثانية، والصندوق منذ تأسيسه تناوب عليه حتي الآن عشرة رؤساء. كان آخرهم »دومنيك ستراوس كان« »الفرنسي« الجنسية والذي استقال عقب فضيحة تورطه مع خادمة الفندق الذي كان ينزل به في نيويورك، ومنذ القبض عليه يعكف فريق المحامين الذين اختارهم علي بذل اقصي الجهد لحصوله علي البراءة.. لذلك ركزوا علي طلب فحص المدعية نفسيا وعقليا، واحتمال اصابتها باضطرابات عاطفية، وادمانها المخدرات والكحوليات، كما يسعي الفريق الي تقويض اقوالها والادعاء بأن الاتصال الجنسي كان بارادتها. ولكن العالم لم تعد تشغله قضية ستراوس الذي تم الافراج عنه بضمان مالي ستة ملايين دولار انتظارا للمحاكمة، ولكن ما يركز عليه من سيشغل المنصب بعد استقالة ستراوس، والذي يتعين حسمه خلال اليومين القادمين.. أوروبا التي قدمت الفرنسية كريستين لاجارد »55 سنة« لكنها تخشي ان تفقد هذا المنصب الرفيع بعد 65 عاما شغله خلالها قيادات من بلجيكا والسويد وفرنسا وهولندا والمانيا وامريكا واسبانيا. ويري المراقبون ان لاجارد هي الاوفر حظا بعد انسحاب مرشح جنوب افريقيا، وخروج مرشح اسرائيل لكبر سنه.. اما لاجارد فانها تتميز بخبرة العمل كوزيرة مالية فرنسا، واختيارها كأفضل وزيرة، وعملها 25 عاما في اكبر مكتب للمحاماة حتي بلغت منصب الرئيس لامرأة لأول مرة.. الي جانب تعاونها مع احد اعضاء الكونجرس.. الأمريكي في عمله وهو ما أكسبها المزيد من الخبرة. ولكن يبقي المنافس الوحيد لها وهو المكسيكي محافظ البنك المركزي او كما يطلقون عليه »حاكم البنك«، اوجستين كارتنسي الذي تري فيه دول امريكا الجنوبية أملها، خاصة وانه يمتلك مواصفات تؤهله اهمها عمله كنائب لرئيس صندوق النقد، وخدمته بالبنك الدولي.. وتخشي دول الاتحاد الأوروبي دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية له، رغم الاتفاق غير المكتوب أو المعلن بين أوروبا وامريكا، والذي يقضي بأن تتولي أمريكا رئاسة البنك الدولي، وأوروبا رئاسة الصندوق. ومن هنا يشتد التنافس علي كسب ود وأصوات البرازيل وروسيا والصين باعتبارها من الدول صاحبة الاقتصاديات الناشئة القوية.. لذلك تقوم دول الاتحاد الاوروبي بالتنسيق القوي، خوفا من كسر احتكارها للمنصب.. لذلك سعي كل مرشح بإجراء اتصالاته وجولاته. وقد اختارت كريستين لاجارد مصر في مستهل الترويج لنفسها، وفور وصولها أجرت لقاءات مع وزراء الخارجية والمالية والتعاون الدولي والتخطيط، ابدت خلالها اعجابها بثورة يناير والتحولات والموازنة الجديدة، وكشفت ان برنامجها في حالة فوزها العمل علي وضع خصوصيات كل دولة في الاعتبار لتقديم المساعدة والدعم لها، واشارت الي ان الصندوق ليس ملكية خاصة لدولة ما، وانما ملكيته للجميع، وستأخذ في الاعتبار المجالات الاجتماعية والمساعدة علي خلق فرص العمل وجدولة الديون، ودعم اقتصاديات دول الشرق الأوسط ومنها مصر.. كما ستسعي الي التعلم من اخطاء الماضي وتعمل علي عدم تكرارها، وضمان السلامة في عمل الصندوق. وتُقدم »لاجارد« للعالم دور الصندوق واهميته، وهو المؤسسة التي عمل بها الكثير من العلماء المصريين، وأدوا عملهم به علي اكمل وجه ومن بينهم الآن الدكتور عبدالشكور شعلان رئيس المجموعة العربية.. ويضم الصندوق في عضويته 187 دولة بمساهمات وحصص نقدية تقدر بنحو 376 مليار دولار، وبه 24 مديرا تنفيذيا.. ومن أكبر الساعين للحصول علي القروض الآن اليونان والبرتغال وايرلندا.. وفي المرتبة الثانية المكسيك وبولندا وكولومبيا سعيا للدعم الاقتصادي وأسعار الصرف. وتجيء امريكا الأكبر في الحصة النقدية، 7.71٪ من جملة المساهمات، وبعدها اليابانوفرنسا وبريطانيا 37.4٪ ويبقي علينا ان ننتظر للتعرف لمعرفة من الذي سيصل الي خط النهاية ويشغل المقعد الخالي، واذا فازت به لاجارد ستكون أول امرأة في تاريخ الصندوق منذ نشأته. جملة قصيرة: »جائزة النيل« لعميد الكتاب الساخرين احمد رجب تأخرت كثيرا.. انه صاحب نصف كلمة التي يقرأها الملايين لانها تعبر عن كتاب بأكمله في النقد، ولم يسبقه ولم يتفوق عليه احد.. أطال الله عمره وعطاءه لمحبيه وعشاقه.. ألف مبروك. عجبي علي مرشح للرئاسة قال بالأمس كلاما.. واليوم يقول كلاما آخر ضده تماما!