بينما تتسع رقعة المظاهرات الشعبية المستمرة منذ يومين في إيران والدعوات للتظاهر لليوم الثالث علي التوالي احتجاجا علي ارتفاع الاسعار والبطالة والفساد, لم يستطع قادة النظام اخفاء خوفهم من شبح انتفاضة عام 2009 التي سميت ب»الانتفاضة الخضراء» واندلعت بسبب اتهامات بتزوير الانتخابات الرئاسية. ومنذ بداية الاحتجاجات بدأت السلطات الإيرانية بمواجهتها أمنيا,حيث اعتقلت العشرات في مدينة مشهد التي انطلقت منها الاحتجاجات. ولم يمنع ذلك المحتجين من التعبير عن غضبهم ومواصلة المظاهرات في عدة مدن بينها طهران ومشهد وكرمانشاه وقم وبجنورد ورفعوا شعارات ضد النظام من بينها »الموت للديكتاتور» و»الحرية أو الموت» و»الناس تتسول ورجال الدين يتصرفون كآلهة» و»اتركوا سوريا, فكروا فينا» في انتقاد لدعم إيران العسكري والمالي لسوريا. وانتشرت تسجيلات مصورة علي وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الانتشار الأمني في العاصمة وبعض المدن الأخري. ويعكس اندلاع الاحتجاجات تنامي السخط بشأن ارتفاع الأسعار ومزاعم فساد ومخاوف بشأن مشاركة إيران الباهظة التكلفة في الصراعات الإقليمية مثل سوريا والعراق. ويشير مركز الإحصاءات الإيراني إلي أن نسبة البطالة بلغت 12,4 % في السنة المالية الجارية وهو ما يمثل ارتفاعا نسبته 1,4 % عن العام الماضي. وهناك نحو 3,2 مليون عاطل عن العمل في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة. وبخلاف ما حاولت الأوساط الرسمية إظهاره بأن المظاهرات لا تعدو كونها فئوية, لكن خروج مسئولين كبار بتصريحات وتهديدات للمحتجين وصلت إلي حد اتهام ما وصفوه بأطراف خارجية, يظهر مدي الخوف الذي يدب في الطبقة السياسية الحاكمة من تحول هذه الاحتجاجات إلي »الانتفاضة الخضراء». وحذر عضو الهيئة الرئاسية بمجلس الشوري أكبر رنجبر زادة من أن الاحتجاجات الحالية قد تحيي انتفاضة عام 2009.