يديعوت أحرونوت : واشنطن طلبت من إسرائيل وقف البناء بالقدس يصوت أعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة خلال ساعات علي مشروع قرار عربي اسلامي ينص علي الحفاظ علي الوضع القانوني لمدينة القدس كمدينة محتلة ضمن حدود الاراضي العربية المحتلة عام 1967 وعدم الاعتراف بأية تغييرات تجريها سلطة الاحتلال علي حدود المدينة جاء ذلك وسط موجة رفض جديدة للقرار الأمريكي الاحادي بالاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لاسرائيل سادت داخل أروقة المنظمة الدولية في نيويورك في تحدي لتهديدات الرئيس »دونالد ترامب» الذي حذر دول العالم من التصويت ضد رغبة بلاده. وينص مشروع القرار الذي قدمته اليمن وتركيا بأن أي قرار حول وضع القدس »ليست له قوة القانون ويعد لاغيا وباطلا ويجب سحبه». ويذكر مشروع القرار بكافة القرارات التي تبنتها الاممالمتحدة بشأن احتلال الاراضي الفلسطينية ويؤكد ان قضية القدس يجب ان تحل في اطار اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وفي حين لا تملك اي دولة حق نقض قرارات الجمعية العامة والتي هي أيضا غير ملزمة، وقد كثفت واشنطن التهديدات والضغوط لتفادي هزيمة دبلوماسية أمام العالم. وقال ترامب عشية التصويت »يأخذون مئات ملايين الدولارات وحتي مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا» مضيفا في تهديد واضح »دعوهم يصوتوا ضدنا، سنوفر الكثير من المال». وكانت السفيرة الأمريكية »نيكي هايلي» قد كتبت في تغريدة علي موقع تويتر »ستسجل الولاياتالمتحدة اسماء» الدول التي تعارض قرار ترامب». لكن تحذيرات ترامب أثارت دهشة العديد من الدبلوماسيين في الاممالمتحدة. وقال سفير آسيوي »الامور لا تسير بهذه الطريقة، نحن نصوت علي المبادئ». واضاف سفير من أمريكا الجنوبية »لا يمكن ان نغير فجأة موقفا واظبنا عليه طيلة سنوات». من جهته اعتبر سفير اوروبي انه مع هذه الضغوط »يمكن ان تحصل الولاياتالمتحدة علي نحو عشرة ممتنعين»، في حين توقع دبلوماسيون ان توافق الأغلبية علي مشروع القرار. كما شن رئيس الوزراء الإسرائيلي »بنيامين نتنياهو» هجوما لاذعا علي الأممالمتحدة واصفا اياها بأنها »بيت أكاذيب» وذلك قبل ساعات من تصويت الجمعية العامة علي مشروع قرار يطالب واشنطن بسحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال نتنياهو في تصريحات من القدسالمحتلة »إن دولة إسرائيل ترفض تماما هذا التصويت حتي قبل الموافقة» علي مشروع القرار، مضيفا »القدس عاصمتنا وسنواصل البناء هناك وستنتقل السفارات الأجنبية، تتقدمها الولاياتالمتحدة، إلي القدس».. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسئول بوزارة الخارجية الاسرائيلية ان تل أبيب تعمل بشكل حثيث مع واشنطن في الضغط علي الدول الحليفة للإمتناع عن التصويت او معارضة مشروع القرار. كما نقلت الوكالة عن وزير الخارجية الفلسطيني »رياض المالكي» ان التهديدات الأمريكية »خطيرة ولا يتوقع ان يكون لها أثر كبير»، مؤكدا علي التوافق بين أعضاء المجتمع الدولي علي معارضة إعلان واشنطن الأخير بشأن القدس. وفي خضم الضغوط الدولية، دعا »جيسون جرينبلات» مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، وسفير أمريكا لدي إسرائيل »ديفيد فريدمان»، الحكومة الاسرائيلية إلي وقف مشاريع البناء في القدس. وذكرت صحيفة »يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية علي موقعها الإلكتروني أمس أنه خلال اجتماع بين الأطراف الثلاثة الليلة الماضية، وجه جرينبلات وفريدمان رسالة إلي إسرائيل تفيد بأنهما لا يرغبان في قيام الحكومة الإسرائيلية بزيادة مفاجئة في زخم البناء في القدس، واعتبرا أن هذا الأمر سيؤدي فقط إلي تأجيج المجتمع العربي، وسيثني الفلسطينيين عن العودة إلي طاولة المفاوضات.