«سمورة».. أسباب للبهجة

في عمر الثمانين وبعده مازال يعطي ويمتعنا ليخرج منا الضحكات في زمن صعب عز فيه الابتسام، هذا هو سمورة سمير غانم ملك المسرح الكوميدي المصري بالأقل خلال العقود الأربعة الماضية.. فطوطة وهو اسم أشهر شخصية أطل علينا بها المبدع سمير غانم عبر سلسلة رمضانية سنوية من الفوازير التي استمرت سنوات.. تنبه إليه أخيراً مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليكرمه في دورة انعقاده التاسعة والثلاثين بمنحه جائزة التميز التي حملت اسم سيدة الشاشة العربية الرائعة الراحلة فاتن حمامة.
لماذا سمير غانم هو ملك المسرح الكوميدي في جيله وليس المسرح فقط وإنما الكوميدي التليفزيوينة، التي كادت أن تندثر في زمننا هذا، ببساطة لأنه »غانم»‬ أولاً آثر أن يحصر نفسه في أدوار الكوميديا ولم ينجر كما كبار الكوميديانات من رفاق جيله إلي أدوار تخلو من الكوميديا سواء كان ذلك في المسرح أو السينما أو التليفزيون.. فبقي وحده الفارس الأول لهذا اللون من التمثيل.. باعثاً للبهجة ومحرضاً عليها. وثانيًا والذي لا يختلف عليه أحد بشأن سمورة أنه اخترع لنفسه مدرسة في الأداء الكوميدي تعتمد علي المنولوج الفردي الطويل الذي يتيح له فرصة للارتجال الموهوب فيه فطرياً من دون أن يخرج عن سياق سيناريو العمل الذي يؤديه أو يغيب المشاهد ويبعده عن تفاصيل حبكته.
قدم سمورة للسينما والمسرح والتليفزيون المصري مئات الأعمال التي أثرت مكتبة فن التمثيل المصري.. والأقل من هذه الأعمال كانت مع رفيقي دربه زميليه في فرقة ثلاثي أضواء المسرح الضيف أحمد وجورج سيدهم، واللذين علي موهبتيهما الهائلتين... بقيا في كل الأحوال في موقع مختلف عن سمير صاحب الموهبة الأشد طغياناً.
وعلي مدي نحو60 عاما أمضاها ما بين كواليس المسارح ومواقع وستوديوهات التصوير انشغل سمير بصناعة كل ما يثير البهجة والسعادة في نفوس المشاهدين، فمن منا ينسي أدواره في مسرحيات أهلاً يا دكتور وموسيقي في الحي الشرقي والمتزوجون وجوليو وروميت وفارس بني خيبان، أو ينسي شخصية ميزو في مسلسله الذي حمل اسم حكاية ميزو، ومن ينسي أدواره في أفلام البعض يذهب للمأذون مرتين والبنات عايزة كده.
استحق صاحب العطاء الطويل سمير غانم وبلا جدال تكريم مهرجان القاهرة السينمائي.. والأهم استحق تقدير الجمهور الذي يبقي هذا الفنان الجميل واحداً بين حفنة من الممثلين العظام الذين منحوا المصريين أسباباً للبهجة منذ تأسست صناعة السينما المصرية وعرفت الدنيا الفيديو كأداة لتسجيل ونقل المسرحيات والمسلسلات.. تحية من القلب لمن أضحكني وأضحك ملايين المصريين كثيراً ودعواتي له ولجميلتيه دنيا وإيمي...