تدور لفظة »النبوة» في اللغة حول معان عديدة أهمها الارتفاع لارتفاع قدر »النبي» ولانه أشرف من سائر الخلق والإخبار لان فيه معني »الانباء» ومعناها اصطلاحا انها صفة في النبي ومجرد تعلق الخطاب الالهي به والصلة بين »النبوة» والرسالة، أن الرسالة أخص من »النبوة» لان الرسالة كون الشخص مرسلا من الله - عز وجل- الي جميع الناس أو بعضهم لتبليغ الاحكام. ومن المقرر شرعا ان ثبوت النبوة يكون بالدلائل والقرائن والايات والمعجزات فقد علم أن الله سبحانه وتعالي إذا بعث نبيا أو ارسل رسولا وكلف الناس بطاعته وتصديقه، لا يتم هذا التكليف الا بأن يكون مع الرسول ما تثبت به النبوة ليكون برهانا علي صحة رسالته وصدقه ويكفي العقلاء ذلك شريطة عدم وجود عناد وجحود وهذه الآيات والبينات والدلائل خارقة للعادات والنواميس مع تحديها لهم أي لعموم البشر وعجزهم عن معارضتها والاتيان بمثلها مع نسبة هذه المعجزات الي الله- عز وجل- قال الله سبحانه في حق موسي عليه السلام عندما اعطاه معجزتي العصا وبياض يديه من غير سوء »فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَي فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ» الآية 32 من سورة القصص، وقال في حق محمد- صلي الله عليه وسلم »يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا» الآية 174 من سورة النساء، وقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم- »ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله الي، فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة».. أخرجه البخاري ومسلم. ومن المجمع عليه ان آخر الانبياء هو النبي محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام الذي قال »إن مثلي والانبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة ! فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين» أخرجه البخاري ومسلم.