يوما بعد يوم تضيق الدائرة علي الرئيس الامريكي دونالد ترامب في تحقيق العلاقة المشبوهة مع روسيا بعد توجيه تهمة الكذب لمايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق والذي قرر التعاون مع سلطات التحقيق والاعتراف بما لديه من معلومات عن علاقات الادارة الامريكيةبروسيا وعلي رأسهم ترامب. فقد شهدت قضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسة الاميريكية تطورا هاما يوم الجمعة الماضي بعد اعتراف مايكل فلين مستشار الامن القومي السابق للرئيس ترامب بالكذب في يناير الماضي علي مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) بخصوص اجتماع عقده مع السفير الروسي في واشنطن كما اقر بتهمة الكذب علي المحققين من قبل وتعهد بالتعاون معهم معروف ان التحقيق الموسع الذي يجريه المدعي العام المستقل روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016 والعلاقات المحتملة بين مقربين من ترامب وموسكو يعتبر من ضمن أربعة تحقيقات مستقلة يجريها الكونجرس حول هذه القضية التي تلقي بثقلها منذ عدة اشهر علي البيت الابيض. الانفراجة الاخيرة في التحقيقات جاءت بعد أشهر من الصمت والمراوغات حيث توجه فلين إلي محكمة اتحادية في العاصمة واشنطن صباح الجمعة واعترف بالكذب علي مكتب التحقيقات الفيدرالي من قبل وتعهد بالكشف عما لديه من معلومات. الاعتراف كان بمثابة صدمة للبيت الابيض والرئيس ترامب الذي ألغي جلسة تصوير في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض مع رئيس الوزراء الليبي..وكان سببا في تسجيل وول ستريت في نيويورك خسائر كبري وتراجع مؤشر داو جونز باكثر من 1% في وقت كان يستعد فيه ترامب لتسجيل انتصار مع التصويت المرجح لمجلس الشيوخ علي مشروعه حول الاصلاح الضريبي الكبير وكان فلين اعترف ايضا بأنه كذب في مقابلات مع ال اف بي حول المحادثات التي أجراها مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك في واشنطن عندما نفي انه طلب من كيسلياك في الاجتماع الامتناع عن تصعيد الوضع بعد ان فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة علي روسيا وطلبه من السفير الروسي في اجتماع اخر تأجيل التصويت علي قرار للامم المتحدة يتعلق بانتقاد المستوطنات الاسرائيلية.. وقال ايضا انه اجري سلسلة من الاتصالات داخل فريق ترامب الانتقالي الرئاسي وتلقي توجيهات في ديسمبر 2016 من مسؤول كبير جدا في الفريق وتشاور مع كبار أعضاء الفريق حول ما سيتحدث به كيسلياك..وهي معلومات تعرض الأشخاص الذين ذكرهم فلين لاتهامات التعامل مع الحكومات الأجنبية لتقويض السياسة الأمريكية وتحمل مخاطر قانونية أخري للبيت الأبيض. وقد حاول البيت الابيض التنصل من فلين عقب الاعتراف الاخير حيث اعلن تي كوب المحامي الشخصي للرئيس في القضية إن فلين خدم في إدارة ترامب لمدة 25 يوما فقط وان لا شيء في الاقرار بالذنب او التهم الموجهة يورط اي شخص آخر غير فلين.. وانه كان مسؤول سابق بإدارة أوباما مع ان أوباما اقال فلين كرئيس لوكالة المخابرات العسكرية عام 2014 وحذر ترامب من العمل معه. ورغم ان فلين كان مستشار ترامب المقرب خلال انتخابات الرئاسة وعمل مع عائلة ترامب بما في ذلك الابن دونالد ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر.كما طرح ترامب اسمه لفترة كنائب محتمل له وعندما اثيرت اتهامات ضده بالتعاون مع روسيا تدخل ترامب وطالب جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذا الوقت بإنهاء تحقيق حول فلين. هذا التنصل يبدو في صالح التحقيقات بعد موافقة فلين علي إجراء مقابلات في أي وقت مع محققي الحكومة وتقديمه لجهازكشف الكذب عند الطلب وهو يواجه عقوبة محتملة تصل إلي ستة أشهر سجنا اذا ادين بتهمة التصريحات الكاذبة. في الوقت نفسه فإن الجنرال المتقاعد فلين قيد التحقيق في قضية اخري وهي الحصول علي ملايين الدولارات من مسؤولين أتراك مقابل تسليم الداعية فتح الله جولن المقيم في الولاياتالمتحدة والخصم اللدود للرئيس التركي أردوغان لتركيا.. والحصول بالفعل علي اموال اخري مقابل مشاركته في ديسمبر 2015 في حفل ذكري تأسيس قناة روسيا اليوم التليفزيونية الحكومية حيث جلس إلي جانب الرئيس فلاديمير بوتين خلال مأدبة عشاء. وقد نفت حملة ترامب التنسيق مع روسيا خلال الحملة الرئاسية وبعدها رغم عقد ما لا يقل عن 19 اجتماعا شخصيا بين حملة ترامب ومسئولين روس ورغم كشف فريق مولر عن معلومات رفيعة المستوي داخل حملة ترامب حول تلك الاتصالات.، وكان المحقق الخاص قد اتهم سابقا بول مانافورت رئيس حملة ترامب السابق ومساعده ريتشارد جيتس وجورج بابادوبولوس المستشار السابق للسياسة الخارجية بانهم مذنبون في الادلاء ببيانات كاذبة وهي اتهام موجه لفلين ايضا. وكان الجنرال فلين الذي يعتبر الان شخصية محورية في التحقيقات احد اوائل الذين دعموا ترشيح ترامب.. وهو معروف بتسامحه مع روسيا ونهجه المتشدد ازاء التطرف الاسلامي وكان ممن اطلقوا خطابا حادا خلال الحملة الانتخابية ودعا إلي سجن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ورغم ان الرئيس الامريكي مازال ينفي وجود اي تواطؤ مع روسيا في الحملة الانتخابية ويندد بحملة ضده دبرها من يرفضون قبول فوزه بالرئاسة ويحاول بدعم من عدة نواب جمهوريين وبعض اوساط المحافظين تحويل القضية من مسارها القضائي إلي السياسي الا ان التطورات الاخيرة تحرك المياه الراكدة في القضية وتثير الشبهات مرة اخري حول مقربين من الرئيس او حتي الرئيس نفسه؟