ذهبوا إلي العادل الذي لا تضيع عنده الحقوق. استرد الله الوديعة، واستراحوا من دنيا ظلمتهم وتجاهلتهم، وتعاملت معهم علي انهم مجرد كائنات تسعي في الأرض، ولا مانع من أن »تفعصها« تماما كما تفعص الصراصير! استراحوا من دنيا كلها ظلم ومحسوبية، ورشوة.. دنيا رفعت شعار: معاك قرش تساوي قرش. تركوا الجمل بما حمل ورحلوا، ولكن للأسف لم يبكهم أهلهم، وبكاهم الناس.. لم يعرف لهم أهل فأصبح كل الشعب المصري أهلهم. هل يمكن أن يموت إنسان وتمر أكثر من 4 شهور ولا يجد أحداً يتقدم للسؤال عنه أو يبلغ الشرطة باختفائه، أو يسأل عنه في المستشفيات؟ 15 من شهداء »ثورة 52 يناير« ذهبوا إلي المثوي الأخير بعد شهور ساخنة في تاريخ مصر، كانوا هم فيها في ثلاجة قصر العيني يبحثون عن ذويهم ولا مجيب. بكيت هؤلاء وأنا لا أعرفهم.. بكيت ظلم الدنيا لهم، ألم يكن بينهم من افتقدته أمه أو زوجته، أو أخته، القطط والكلاب الضارة تعود ليلا، ولكنها الأيام أشد قسوة من النظام. الحسنة الوحيدة أنهم ماتوا لم يسألهم أحد هل هم مسلمون أم مسيحيون.. الأهم أنهم مصريون وكفي.. عاشوا علي تراب هذا الوطن.. والآن نواريهم ثراه. رحم الله هؤلاء الشهداء وعوضهم عن دنيا الظلم والقهر بجنة الخلد.. آمين.