أبوظبي -وام: أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الامارات امس أن الامارات لا يمكنها أن تتساهل حيال ارتكاب جريمة، كجريمة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، علي أراضيها، مضيفا أن الامارات حصلت علي دعم مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية في الجهود الرامية إلي تتبع مرتكبي الجريمة. وقال الشيخ عبدالله في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية القبرصي ماركوس كبريانو امس أن الامارات ستبذل جهودا فعالة للغاية في إظهار حقها في القبض علي هؤلاء الأشخاص وتقديمهم إلي العدالة. واضاف الشيخ عبد الله أن الامارات ترسل بذلك أيضا رسالة واضحة جدا إلي من يقفون وراء جريمة الاغتيال، كائنا من كانوا، مفادها بأن الامارات ملتزمة غاية الالتزام بحماية أراضيها. وأضاف "لا ننظر إلي هذه الجريمة علي أنها فقط جريمة حدثت علي الأراضي الاماراتية لتشكل بالتالي انتهاكا لأراضي الامارات، بل أيضا علي أنها انتهاك لبطاقات هوية وجوازات سفر الدول الأوروبية المعنية وأستراليا." وأكد الشيخ عبد الله "نحن علي اتصالات مع تلك الدول المعنية التي أظهرت تعاونا كبيرا معنا وهو أمر نقدره...لكن هذا في الوقت نفسه أمر ستتابعه الامارات.. ونحن نبذل قصاري جهدنا لتقديم المجرمين للعدالة في الامارات." من جهته أدان كبريانو استخدام جوازات سفر دول أوروبية في اغتيال المبحوح وقال أن ذلك يقتضي اتخاذ اجراءات قانونية بحق مستخدميها. وحول تطورات الملف النووي الايراني وموقف الامارات منها، قال الشيخ عبد الله أن الامارات.. التي تتمتع بعلاقات تجارية تتحسن باستمرار مع ايران، علي رغم قضية الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها إيران حتي الآن، ..ترغب في أن تتوصل طهران إلي اتفاق مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي، معربا عن أمله في التوصل إلي حل للأزمة عبر الطرق الدبلوماسية. وأوضح الشيخ عبد الله أن الامارات سوف تحترم أية عقوبات دولية قد يفرضها مجلس الامن الدولي علي طهران ..وقال أن الامارات في هذا شأنها شأن أي عضو في منظمة الاممالمتحدة معربا عن امله في ان يتم التوصل الي حل قبل الوصول الي هذه المرحلة. وحول العلاقات الاماراتية القبرصية، قال الشيخ عبد الله أن البلدين يسعيان، علي مستوي العلاقات الثنائية إلي التوصل إلي اتفاق حول الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات في النصف الثاني من العام الجاري. وعلي المستوي الأوروبي- الخليجي، وهو الشق الثاني من العلاقات القبرصية الاماراتية، قال الشيخ عبد الله "طلبنا من مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي أن يعملا بجدية للتوصل في أقرب وقت ممكن إلي اتفاق حول التجارة الحرة الذي تدور حوله المفاوضات بينهما منذ عشرين سنة" مضيفا أن تعزيز العلاقات القبرصية الاماراتية في هذا السياق الاقليمي يحتاج إلي دور أكبر من الكتلتين حيث توجد لدي الدولتين رغبة أكيدة في ذلك. من جهته، قال كبريانو أنه بالاضافة إلي اطلاع الشيخ عبد الله علي آخر تطورات المفاوضات الجارية حول حل قضية تقسيم الجزيرة القبرصية، فإن زيارته الحالية تهدف إلي استكشاف كل السبل المؤدية إلي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وعبر الوزيران عن رفض اعلان اسرائيل الأخير عن خطة لانشاء مستوطنات في القدسالشرقية. وقال الشيخ عبد الله "أوصلنا رسالة واضحة جدا إلي أصدقائنا الأميركيين، الذين يرعون عملية السلام، بأن هناك حاجة إلي الغاء اسرائيل لخطة انشاء المستوطنات. وقال كبريانو أن خطة الاستيطان الاسرائيلية "تؤدي إلي تعقيد وإلي تقويض جهود السلام في المنطقة" مؤكدا دعم بلاده لانشاء دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة ولاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.