الصراع في اليمن يأبي أن يندمل كما هو الحال في عدد من الدول العربية التي شهدت اندلاع ثورات الربيع العربي.وما يزيد أمد الصراع هو تدخل قوي خارجية ودعمها لكل طرف من أطراف الصراع.فإيران التي تبحث عن دور شيعي كبير لها في الشرق الأوسط تدعم الحوثيين التي تربطها بهم علاقات تاريخية ضد حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.يذكر أن الحوثيين وإيران ينتمون إلي طائفة الزيدية الشيعية. و تعتبر جماعة الحوثي هي احدي أذرع إيران التي بدأت دعمها منذ وقت مبكر. واستمر الدعم الإيراني المالي والعسكري لجماعة الحوثي إبان ثورة 2011 والتي سعت للانفتاح علي القوي السياسية مع احتفاظها بسلاحها وميليشياتها. ونظرا لأن جماعة الحوثي لا تمتلك أي مشروع سياسي، فقد أصبحت مجرد تابع لطهران تتبني سلوكها وتعكس توجهاتها في المنطقة، في محاولة لاستنساخ تجربة حزب الله اللبناني. وتبني الحوثيون عبر قادتهم سلوكاً عدائياً، سواء تجاه الداخل اليمني أو تجاه دول الإقليم في الخليج العربي. و تقدم إيران الدعم لجماعة الحوثي بإرسال أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين لتزيد الدعم لحليفتها الشيعية في حرب أهلية قد يغير نتيجتها ميزان القوي في الشرق الأوسط. وزادت إيران في الشهور الأخيرة دورها في الصراع المستمر منذ عامين حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. تحافظ إيران علي الحوثيين بإمدادهم بترسانة قوية من الصواريخ الباليستسة والمضادة للسفن والألغام البحرية القاتلة،و ما يجعل أصابع الاتهام تشير إلي الدعم الإيراني للحوثيين هو أن هذه الأنواع من الأسلحة لم تكن موجودة في اليمن قبل اندلاع النزاع. و تشير التقارير إلي أن إيران تستخدم السفن لتوصيل الإمدادات إلي اليمن، إما مباشرة أو عبر الصومال، متجاوزة جهود التحالف لاعتراض الشحنات، وبعد وصول السفن إلي المنطقة يتم نقل الاسلحة إلي قوارب صيد صغيرة يصعب اكتشافها لأنها شائعة جدًّا في هذه المياه».ويعتقد أن المناطق المفضلة تشمل خلجا الصيد حول ميناء المكلا، علي الرغم من أن ذلك يتطلب الرجال المهربين أو المعدات للقيام برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر إلي المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون.و تمكن التحالف العربي والقوات الدولية من ضبط شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخري من الأسلحة.