اسرائيل دولة »قرصنة« تسرق أرضا وشعبا وخريطة، وتسرق العالم بأكمله.. خبر عادي جدا وقديم، لكن اسرائيل تسرق »أوبرا عايدة« وتقدمها داخل قلعة »الماسادا« بمشاركة أوركسترا ميلان، وقيادة المايسترو اليهودي دانيال أورن ومشاركة السوبرانو العالمي بوتشلي.. خبر يستحق التعليق والسؤال، ليس بسبب اسرائيل، (تسرق أو لا تسرق)، ولكن لان موضوع السرقة عمل فني، واوبرا عالمية لحنها الموسيقار الايطالي »فيردي« قبل اكثر من مائة عام وصارت جزءا من التراث الفني العالمي. المشكلة موضوع الجدل المثار حاليا ليست »الاوبرا« ولكن »الديكورات«!! »فأوبرا عايدة« تدور علي أرض مصرية، وسط المعابد الفرعونية وتضم اعدادا كبيرة من الشخصيات المصرية بالملابس التاريخية القديمة.. وهو ما فعله المخرج في تشكيلاته الديكورية وفي تصميم ملابس العرض.. وهو ايضا ما اعتبر اعتداء علي حقوق الملكية الفكرية والادبية بموجب قانون حماية الاثار 28 لسنة 2002 والذي يمنع انتاج نماذج حديثة للاثار واستغلالها تجاريا! وسبق ان قامت هيئة الاثار بتسجيل 051 موقعا اثريا وقطعا اثرية مهمة لحمايتها ومنع استغلالها بأية صورة إلا بإذن وترخيص من الاثار المصرية وذلك حماية للأثر من التقليد والاستغلال السييء، كما سبق واعترضت الاثار المصرية علي اقامة »صالة للقمار« بأمريكا علي هيئة معبد اثري. قانون الاثار يستثني »الاغراض العلمية والدراسية« من المنع لكنه لم يتحدث عن »الاغراض الفنية والابداعية«.. ماذا عن ديكورات المسارح والافلام السينمائية؟! هل فيلم »كليوباترا« والذي قامت ببطولته »اليزابيث تايلور« وسط ديكورات واجواء فرعونية وملابس تاريخية مصرية قديمة احتاج للحصول علي ترخيص من الاثار المصرية للسماح بتصويره؟!.. هل يجوز تطبيق هذا الشرط الصارم »بمنع استخدام النماذج الفرعونية« علي العمل الفني؟ سؤال بحاجة الي ايضاح.. بعيدا عن ان اسرائيل دولة »قرصنة« أو هي الدولة »الجريمة«.